مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر منذ 15 عامًا، ناشدت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، السبت، جميع الأطراف وقف التصعيد في القطاع على الفور، لتفادي الآثار المدمرة وبخاصة على المدنيين.
وأوضحت هاستينغز في بيان صحافي: "يساورني قلق بالغ إزاء التصعيد المتواصل والخطير في أعمال العنف في غزة ومحيطها بين المسلحين الفلسطينيين وإسرائيل".
وأضافت أن "الوضع الإنساني في غزة متردٍّ في الأصل، وليس من شأن هذا التصعيد الأخير إلا أن يزيد الوضع سوءًا".
ومنذ الجمعة، أطلق الجيش الإسرائيلي، عملية عسكرية تستهدف قطاع غزة، عبر شن سلسلة من الغارات ضمن عملية أطلق عليها اسم "الفجر الصادق"، وقال إنها تستهدف حركة الجهاد الإسلامي.
وأسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية، عن استشهاد 15 شخصًا، من بينهم طفلة تبلغ من العمر خمسة أعوام، إضافة إلى القائد في حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري.
وأكدت هاستينغز، أن "الأعمال القتالية يجب أن تتوقف لتحاشي المزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في غزة وإسرائيل".
وطالبت "جميع الأطراف أن تحترم مبادئ القانون الدولي الإنساني، بما فيها مبادئ التمييز وتوخّي الحيطة والتناسب".
ولفتت إلى أن "الوقود المخصص لمحطة غزة لتوليد الكهرباء من المتوقع أن ينفد اليوم، وقد انقطعت الكهرباء بالفعل، ولا غنى عن تشغيل منشآت الخدمات الأساسية، كالمستشفيات والمدارس والمستودعات وأماكن إيواء المهجّرين، التي غدت معرضة للخطر".
ومضت تقول: "ينبغي ألا تعطَّل حركة العاملين في المجال الإنساني ونقل الحالات الطبية الحرجة والبضائع الأساسية، بما فيها الأغذية والوقود، إلى غزة للوفاء بالاحتياجات الإنسانية".
وطالبت هاستينغز، إسرائيل والفصائل الفلسطينية بالسماح على الفور للأمم المتحدة وشركائها من المنظمات الإنسانية بإدخال الوقود والغذاء واللوازم الطبية ونشر العاملين في المجال الإنساني وفقًا للمبادئ الدولية.
مناشدة لتأمين المستلزمات الطبية
في غضون ذلك، دعا مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، محمد أبو سلمية، إلى سرعة تأمين المستلزمات الطبية في القطاع.
وأوضح أبو سلمية في حديث لـ "العربي"، أن الوضع الصحي في قطاع غزة صعب للغاية لا سيما مع استمرار الحصار منذ 15 عامًا، وفي وقت أغلقت فيه المعابر منذ أسبوع، والكثير من المستلزمات الطبية مفقودة بنسبة 40%، وأقسام الطوارئ والعمليات فيها نقص بنسبة 30% إضافة إلى أن الاحتلال ما يزال يمنع أجهزة الأشعة في أقسام العمليات.
ولفت المدير، إلى أن مستشفيات غزة لا يمكنها أن تواجه الواقع الطبي الحالي، وبخاصة أن هناك حاجة لأجهزة أشعة إضافية، وسط الإصابات الخطيرة.
وأشار أبو سلمية، إلى أن المصابين في وضع حرج، وهناك حالة بتر للأعضاء، وتهتك في الكبد والطحال للمصابين، مما يعني أن القصف الإسرائيلي يستهدف القتل.