يروّع الاحتلال الإسرائيلي أطفال فلسطين ولا يستثنيهم من بنك أهدافه. تطول لائحة الأطفال الشهداء والجرحى والأسرى، ومن نجا منهم تستنزف أحلامه المآسي.
لكل طفل فلسطيني حكاية يرويها، وبعضهم لا تدع له آلة القتل الإسرائيلية فرصة لذلك، فتتحول الحكاية إلى جزء من تاريخ بلاده حول جرائم الاحتلال ومقاومتهم المستمرة له.
من التشريد والحصار إلى الاعتقال والتعذيب والاستهداف المباشر، بما في ذلك استخدامهم دروعًا بشرية، تراكم إسرائيل جرائمها إزاء الأطفال في فلسطين.
هي لم تأبه يومًا لمخالفة المواثيق الدولية بما فيها تلك التي تحضّ على حماية الطفل. ولا يحرجها تسليط الإعلام والتقارير الحقوقية الضوء على ما ترتكبه من انتهاكات، وتواصل العدوان.
الأطفال بنك أهداف الاحتلال
قتلت إسرائيل أمس الجمعة آلاء قدوم في الغارات على غزة، فانضمت ذات الأعوام الخمسة إلى لائحة الأطفال الفلسطينيين الشهداء.
تقول الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت في النصف الأول من العام الجاري فقط، 13 طفلًا فلسطينيًا.
"كانت تحلم بالروضة ومحضرة الشنتاية".. #آلاء_قدوم أصغر شهداء العدوان الإسرائيلي على #غزة الذي دخل يومه الثاني، إليكم أبرز تطوراته #فلسطين @AnaAlarabytv pic.twitter.com/fkTvUk4ubO
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 6, 2022
وفي العدوان الإسرائيلي على غزة العام الماضي، نشرت إحدى الصحف الإسرائيلية على صفحتها الأولى صور 67 طفلًا استشهدوا في القطاع المحاصر، وبعد الضجة التي أثارها النشر قامت الصحيفة بالاعتذار، وليس دولة الاحتلال.
ولطالما كان الأطفال الفلسطينيون بنك أهداف للاحتلال في جرائمه الوحشية المتكررة، بما فيها حروبه على قطاع غزة، حيث يشمل القصف استهداف المدارس ورياض الأطفال. ففي عدوان عام 2009 استُشهد 315 طفلًا، وارتقى 546 آخرون خلال العدوان عام 2014.
أما حصيلة الشهداء الأطفال منذ عام 2000، والذي شهد استشهاد الطفل محمد الدرة على مرأى من العالم، وحتى أمس الجمعة مع ارتقاء آلاء قدوم، فهي 2230 شهيدًا، بحسب ما تورده وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
أطفال أسرى وتعذيب
إلى ذلك، تفيد بيانات هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن إسرائيل تعتقل في سجونها 180 طفلًا فلسطينيًا.
وفي تقرير نشرته في يونيو/ حزيران الماضي، أحصت الهيئة 450 طفلًا فلسطينيًا كانت سلطات الاحتلال قد اعتقلتهم منذ مطلع عام 2022 وحتى حينه.
خلف تلك القضبان، يكبر أطفال من بينهم أحمد مناصرة، الذي كان قد اعتُقل في الصغر، وتعرّض للتعذيب ما ترك آثاره على صحته الجسدية والنفسية.
وخارج القضبان، لكن داخل "قطاع محاصر" يوصف بالسجن المفتوح، تحذّر منظمة "أنقذوا الأطفال" غير الحكومية، من أن 80% من أطفال قطاع غزة يعانون من أزمات نفسية ويشكون من أعراض الاكتئاب والحزن والخوف.