وصف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، السبت، الوضع في البلاد بـ"الكارثي" مشيرًا إلى أن الخرطوم "تشهد دمارًا كاملًا"، فيما أفاد مراسل "العربي" في العاصمة بسقوط ضحايا نتيجة القصف والاشتباكات.
وقال عقار في جلسة نقاشية بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية بالعاصمة القاهرة: "إن الوضع في السودان الآن كارثي والجيش يواصل القتال حتى النصر.. دمار كامل في العاصمة الخرطوم والدعم السريع يحتل المناطق السكنية".
مالك عقار: مبادرة جدة توقفت
وأوضح أن "انهيار السودان يعني انهيار القرن الإفريقي بشكل كامل ولابد من انتهاء الحرب بنصرة الجيش، ولابد من إنهاء الحرب لكن بشرط أن يكون للسودان جيش واحد فقط يدافع عنه".
كما أشار عقار إلى أن "الجيش يتعامل مع مبادرات التهدئة لكن لن يقبل باحتلال السودان، ولا يمكن تنفيذ التحول الديمقراطي في البلاد من خلال البندقية"، لافتًا إلى أن "الدعم السريع احتل مواقع كانت تحت حمايته مثل القصر الرئاسي ولم يسيطر عليها كما يروج، والجيش سينتصر في هذه المعركة، وهو يقاتل لكسب الحرب ونحن واثقون من ذلك".
وأفاد أن "قوات الدعم السريع تتخذ من المدنيين دروعًا بشرية، وتتعامل مع البلاد وكأنها كيان خاص". ومضى قائلًا: "مبادرة جدة توقفت (..)".
قصف متواصل وسقوط ضحايا مدنيين
ومن جهته، أكّد مراسل "العربي" في الخرطوم أحمد ضو البيت تواصل الاشتباكات العسكرية في العاصمة السودانية حيث أعلنت القوات المسلحة سقوط طائرة حربية في مياه النيل الأبيض جنوبي الخرطوم نتيجة لعطل فني. لكن قوات الدعم السريع قالت إن قواتها من المناطق القريبة قامت بإطلاق المضادات الأرضية وأسقطت الطائرة.
#عاجل | الصحة السودانية: مقتل ما لا يقل عن 17 مدنيا منهم أطفال ونساء وتدمير 25 منزلا جراء قصف جوي على حي اليرموك في #الخرطوم #السودان pic.twitter.com/EftgXusBd5
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 17, 2023
ووقع عدد كبير من الضحايا المدنيين جراء هذه المواجهات في حي مايو القريب من حي اليرموك. كما سقط ضحايا في أنحاء مختلفة من البلاد.
توسع رقعة الصراع
وأمس استهدف القصف مناطق الملازمين وهي الأحياء القريبة من الإذاعة والتلفزيون. كما سقط أربع ضحايا في شرق النيل وهي منطقة تتواجد فيها قوات الدعم السريع بكثافة داخل الأحياء السكنية.
وبحسب مراسل "العربي"، فقد بدأ الصراع بالتوسع ليطال الكثير من المناطق حيث قامت قوات الدعم السريع بالهجوم على مدينة الدبيبات في جنوب ولاية كردفان غربي السودان واستولت على مبنى جهاز المخابرات العامة.
وقال مساعد القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق ياسر العطا أمس: "إن على المواطنين الذين يتواجدون في الأحياء عليهم إخلاء منازلهم في حال ملاحظتهم لعناصر من الدعم السريع بالقرب منها".
ومنذ 6 مايو/ أيار الماضي ترعى السعودية والولايات المتحدة محادثات بين الجيش و"الدعم السريع"، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.
وأفاد مراسل "العربي" عن أنباء غير مؤكدة عن قرب التوصل لهدنة جديدة مدتها 48 ساعة.
وقالت الأمم المتحدة إن الحرب تسببت في نزوح 2.2 مليون سوداني ومقتل المئات وزجت بمنطقة دارفور المنكوبة بالحرب إلى "كارثة إنسانية".