الإثنين 16 Sep / September 2024

حرب السودان في شهرها الثالث.. مخاوف من اتساع الصراع وتحذير من كارثة إنسانية

حرب السودان في شهرها الثالث.. مخاوف من اتساع الصراع وتحذير من كارثة إنسانية

شارك القصة

نافذة تحليلية ترصد تداعيات اغتيال والي درافور على الحرب في السودان (الصورة: غيتي)
تبرز المخاوف من أن يتسبّب اغتيال والي غرب دارفور، بنقل التوتر الناجم عن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى حرب أهلية قد تحرق البلاد بأكملها.

تدخل الحرب في السودان شهرها الثالث، بينما تتسع رقعة المعارك بين طرفي الصراع وسط ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، والنازحين، واللاجئين.

وتبرز المخاوف من أن يتسبّب اغتيال حاكم ولاية غرب دارفور، بنقل التوتر الناجم عن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى حرب أهلية قد تحرق نارها البلاد بأكملها.

وأعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان ارتفاع عدد قتلى الحرب إلى أكثر من 960 شخص.

من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أنّ القتال تسبّب في نزوح أكثر من مليون طفل، فضلاً عن مقتل المئات.

وأكدت أنّها تلقّت تقارير موثوقة تُفيد بمقتل أكثر من 330 طفلًا، وإصابة أكثر من 1900 طفل حتى 6 يونيو/ حزيران الحالي، محذرة من أن هنالك العديد غيرهم في خطر كبير.

وأضافت المنظمة، في بيان صدر مساء أمس الخميس، أنّه "يتعذّر الوصول إلى الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، مما يترك أكثر من 13 مليون طفل في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، المياه والصحة والتغذية والحماية".

"كارثة إنسانية"

من جهته، حذر مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن دارفور (غربي السودان) تتجه بسرعة نحو كارثة إنسانية، ولا يمكن للعالم أن يسمح بحدوث ذلك مرة أخرى، في حين أدانت الولايات المتحدة ما أسمته العنف المروع في المنطقة.

وأضاف غريفيث أن التقارير عن أعمال القتل العرقية التي أودت بحياة مئات الأشخاص في مدينة الجنينة المحاصرة وحدها، يجب أن تدفع العالم إلى التحرك.

رفض رئاسة كينيا للجنة أزمة السودان

سياسيًا، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أنّ الحكومة أبلغت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) بشكل رسمي، رفضها رئاسة كينيا للجنة أزمة السودان بوصفها طرفًا غير محايد.

وشدّدت على أنّ كينيا "ليست مؤهّلة لرئاسة اللجنة"، مؤكدة أن هذا الأمر "لم يُطرح للنقاش" خلال قمة استضافتها جيبوتي هذا الأسبوع.

وسبق أن تحفظت الخارجية السودانية على انتقال رئاسة اللجنة لدولة أخرى غير دولة جنوب السودان.

ومع استمرار المواجهات في عدّة مناطق بالسودان تتواصل بيانات الشجب الداخلية والخارجية لعملية اغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر.

وقالت واشنطن إنّ الفظائع في دارفور تُعزى في المقام الأول إلى قوات الدعم السريع ومليشيات تابعة لها، ومع ذلك فإن كلا الجانبين (الجيش السوداني والدعم السريع) مسؤولان عن الانتهاكات.

"الإدارة الأميركية تدير الصراع"

وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور الرشيد محمد إبراهيم، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أنّ الإدارة الأميركية هي التي تعمل حاليًا على إدارة الصراع وليس انهاءه.

وقال إبراهيم، في حديث إلى "العربي"، من الخرطوم، إنّ الخلل في المواقف الأميركية والغربية يكمن في أنها تساوي بين القوات المسلّحة وقوات الدعم السريع، وخاصّة حين اتهمت القوات المسلّحة بإثارة الصراع عبر دعوة السكان إلى التسلّح.

واعتبر أنّ القوات المسلّحة ليس لها مصلحة في إثارة أي نزاع قبلي لأنّها الجهة التي ستدفع الفاتورة.

وأوضح أن الدفاع عن السودان والمواطنين هي من مسؤولية القوات المسلّحة التي لا تعوّل الآن على أي دعم خارجي مادي أو معنوي.

ورأى أنّ الجيش السوداني هو الذي يملك زمام المبادرة، وهو الذي يسيطر على الأجواء، ويهاجم مراكز قوات الدعم، بينما يعتمد حميدتي سياسة الأرض المحروقة، وقواته ترتكب جرائم حرب، ولم تعد تمتثل لأوامره.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close