قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو اليوم الثلاثاء، إن المعارضة في بلاده تعمل في الخارج على إعداد سيناريو انقلاب أو استيلاء على السلطة، خلال فترة الانتخابات التي ستشهدها البلاد.
ونقلت وكالة "بيلتا" عن لوكاشينكو تصريحه خلال اجتماع أمني: "أن الهاربين من هنا ورعاتهم الأجانب في الأجهزة الأمنية الأجنبية يعملون اليوم على وضع 3 سيناريوهات رئيسية لأعمالهم خلال هذه الفترة".
"انقلاب ولو بالقوة"
وأضاف لوكاشينكو، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن أهم الأحداث بالنسبة للبلاد في المستقبل القريب تتمثل في يوم التصويت الموحد، وتشكيل البرلمان في بيلاروسيا، مشيرًا إلى أنهم في المعارضة سيحاولون تقويض الوضع في البلاد مرة أخرى.
ووفقًا للرئيس البيلاروسي، السيناريو الأول والأكثر تفضيلًا هو "تنظيم انقلاب أو الاستيلاء بالقوة على السلطة مباشرة خلال الحملة الانتخابية، ولكن في الوقت نفسه فإنهم (في المعارضة) يعتبرون هذا الأمر غير مرجح".
وتابع أن السيناريو الثاني هو "استخدام الحملة الانتخابية الحالية (الانتخابات البرلمانية) بمثابة بروفة ومرحلة أولية للتحضير للانقلاب خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2025"، حيث سيتم حشد كل القوى والموارد وسيتم تفعيل عملية بحث عن نقاط غليان جديدة في المجتمع يمكن أن تثير موجة جديدة من الاحتجاج".
وتأتي تصريحات لوكاشينكو، تزامنًا مع إعلان وفاة الناشط البيلاروسي المعارض إيغار ليدنيك في السجن، الذي كان يقضي فيه عقوبة بتهمة "التشهير" بحق الرئيس.
وفاة ليدنيك
وكانت منظمة سياسية انتسب إليها ليدنيك، قد أعلنت اليوم على تلغرام وفاته. وقالت: "توفي إيغار ليدنيك، العضو السابق في الحزب الاشتراكي الديموقراطي البيلاروسي (غرامادا) والناشط والصحافي، في السجن عن عمر يناهز 64 عامًا". وقد أكدت الخبر منظمة الدفاع غير الحكومية "فياسنا" المعنية بحقوق الإنسان.
وأضافت المنظمة أن ليدنيك اعتقل في ديسمبر/ كانون الأول 2022، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة "التشهير" بالرئيس بسبب منشور في إحدى صحف الحزب الاشتراكي-الديموقراطي. ولفت الحزب الذي يديره ناشطون في الخارج إلى أن صحته في السجن "تدهورت إلى حد كبير".
وأضافت المنظمة أنه "خضع لعملية جراحية لمشكلة في الجهاز الهضمي، وكان يعاني من مرض في القلب"، لكنها لم تشر إلى سبب وفاته أو تاريخها الدقيق.
الاحتجاجات في بيلاروسيا
وخرجت عقب الانتخابات الرئاسية التي شهدتها بيلاروسيا في العام 2020، وفاز فيها ألكسندر لوكاشنكو الذي يتولى السلطة منذ العام 1994، تظاهرات احتجاجية على نطاق غير مسبوق اعتبرت النتائج مزورة.
ومنذ ذلك الحين، حكم على مئات الناشطين والصحافيين أو مواطنين عاديين بعقوبات سجن قاسية أو أجبروا على الرحيل إلى المنفى، حيث تتحدث منظمة "فياسنا" عن وجود أكثر من 1400 سجين سياسي في بيلاروسيا حاليًا.
وليدنيك هو خامس سجين سياسي يموت في الحجز في بيلاروسيا منذ 2021، بحسب المصدر نفسه، ففي مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، توفي فادزيم خراسكو بسبب التهاب رئوي في مجمع سجون بحسب فياسنا.
وقد نددت منظمات حقوق الإنسان البيلاروسية بظروف احتجازه، مؤكدة أنه لم يتلق الرعاية الطبية التي كان يحتاجها.
