الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ولاية جديدة لأردوغان.. هل ستتغيّر السياسة التركية وسط تحديات محلية ودولية؟

ولاية جديدة لأردوغان.. هل ستتغيّر السياسة التركية وسط تحديات محلية ودولية؟

شارك القصة

ناقش "للخبر بقية" مآلات المشهد في تركيا بعد فوز أردوغان بولاية جديدة (الصورة: غيتي)
ما هي أبرز التحديات التي سيُواجهها أردوغان في ولايته الجديدة، وهل هو قادر على تحقيق وعوده الاقتصادية، وكيف سيتعامل مع ملف اللاجئين السوريين؟

تجاوزت انتخابات تركيا، التي هي الأهم منذ عقود في هذا البلد، بُعدها المحلي إلى الإقليمي والدولي نظرًا للموقع الذي أصبحت تحتلّه تركيا خلال العقدين الأخيرين.

ففي ظل تحديات محلية وإقليمية وحتى دولية تعصف ببلادهم، كان الناخبون الأتراك يعرفون أنّهم يرسمون بخياراتهم خارطة طريق المستقبل.

وعطفًا على ذلك، اختار أغلبهم حزب "العدالة والتنمية" ليقود مؤسستي البرلمان والرئاسة بزعامة رجب طيب أردوغان الذي يقود حزبه البلاد منذ 20 عامًا.

الازدهار الاقتصادي في العقد الأول من حكمه، وواقعية برنامجه الانتخابي، ووعوده التي اعتاد الأتراك أن يُنفّذها، هي العوامل الرئيسية لانتصار أردوغان وحزبه على تحالف ستة أحزاب رئيسية انضمّت إليها في الجولة الثانية أحزاب أخرى.

يُضاف إلى ذلك، تعدّد مكامن الخلل في المعارضة، والتي تمثّلت أبرز أسباب خسارتها في عوامل مختلفة على رأسها التغيّر السريع في مواقفها وحساباتها الخاطئة حيال خصمها، وتقرّبها الشديد من تيار قومي يُعرف بمعاداته للاجئين.

وتُشير التقديرات إلى أنّ ائتلاف "الطاولة السداسية" آيل إلى التفكّك عقب خسارته الانتخابات الأخيرة، وذلك بسبب تشقّق أسس وجوده القائمة على الإطاحة بأردوغان.

أما أردوغان، وقد نفض غبار المعركة الانتخابية، فيتهيأ لمعركة من نوع آخر، عنوانها مواجهة التحديات، أبرزها على الصعيد المحلي: التضخّم، وتراجع سعر صرف الليرة، وإعمار مناطق الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير/ شباط الماضي، ومعالجة ملف اللاجئين السوريين.

أما على الصعيد الخارجي، فالتحديات كثيرة تبدأ بشكل التعامل مع النظام السوري، ولا تنتهي ربما بتحالفات البلاد شرقًا وغربًا.

"لا تغيير جذريا في السياسة الاقتصادية"

في هذا السياق، أوضح محمد صديق يلدرم النائب السابق عن حزب "العدالة والتنمية"، أنّ أردوغان يولي اهتمامًا للشأن الاقتصادي، مرجّحًا أن لا تتغيّر سياسة حزب "العدالة والتنمية" الاقتصادية بشكل جذري، كونها مبنية على أربعة أسس هي: الاستثمار، والإنتاج، والتصدير، والتوظيف.

وقال يلدرم، في حديث إلى "العربي" من أنقرة، إنّ الاقتصاد التركي سيذهب بشكل أكبر تجاه هذه الأسس الأربعة، إضافة إلى أنّ الرئيس التركي سيذهب باتجاه تخفيض الفائدة والتضخّم.

وأكد أن تركيا تتمتّع بمقومات وبنى تحتية قوية جدًا على مفارق الطرق اللوجستية حول العالم من جميع الجهات.

"توجّه نحو نهج مختلف"

بدوره، أكد هشام غوناي، الباحث السياسي، أنّ تركيا تواجه أزمة اقتصادية، وأنّ الشعب التركي يريد حلًا سريعًا لهذه الأزمة.

وقال غوناي، في حديث إلى "العربي" من اسطنبول، إنّ تركيا ربما تتّجه نحو نهج مختلف لما قدّمته وزارة المالية سابقًا من خلال الحديث عن عودة وزير المالية السابق محمد شمشيك إلى التشكيل الوزاري الجديد، متوقّعًا تغييرًا في استقلالية البنك المركزي.

وأضاف أنّ هذه التغييرات ستصبّ في صالح الشعب التركي.

"واشنطن كانت تفضّل فوز كليتشدار أوغلو"

من جهته، أشار الدكتور هنري باركي، الأكاديمي والباحث في مركز العلاقات الخارجية، إلى أنّ واشنطن ذكية بما يكفي لتُدرك أنّ أردوغان كان مرشّحًا قويًا للرئاسة وأن فوز كليتشدار أوغلو كان صعبًا.

وقال باركي، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إنّ الشعب التركي لم يكن مؤمنًا بأنّ كليتشدار أوغلو يملك ما يؤهله للفوز.

وأضاف أنّ واشنطن كانت تفضّل فوز كليتشدار أوغلو نظرًا لتوتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة في الفترة الأخيرة.

ورجّح أن يكون هناك تغيير في السياسات الاقتصادية التركية والإستراتيجية تجاه الولايات المتحدة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close