بدأت الصين تشغيل ثاني أكبر محطة في العالم لتوليد الطاقة الكهرمائية الإثنين، في خطوة تمثّل، بحسب مسؤولين، عتبة باتّجاه تحقيق أهداف بكين بالحياد الكربوني، رغم التحذيرات من الأضرار البيئية المترتبة على المشروع.
#XiJinping congratulates the launch of operations of Baihetan hydropower station, the largest and most technically difficult hydropower project under construction in the current world https://t.co/CewpQd7dTG. pic.twitter.com/Qn01QcEbOs
— China Xinhua News (@XHNews) June 28, 2021
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنه بدأ الإثنين جزئيًا تشغيل "محطة بايهيتان للطاقة الكهرمائية" البالغ ارتفاعها 289 مترًا والواقعة في جنوب غرب الصين، وهي الثانية في العالم من حيث توليد الطاقة بعد "سد الممرات الثلاثة" الموجود في الصين أيضًا.
توليد طاقة تكفي الملايين
وبنيت محطة "بايهيتان" بقدرة إجمالية منشأة تبلغ 16 ألف ميغاواط، ما يعني أنه سيكون بمقدورها في نهاية المطاف توليد ما يكفي من الكهرباء مرة يوميًا لسد احتياجات الطاقة لـ500 ألف شخص لعام كامل، وفق هيئة البث الرسمية "سي سي تي في".
وأطلقت الصين حملة بناء محطات للطاقة الكهرمائية في السنوات الأخيرة في وقت تعمل جاهدة لسد احتياجات الطاقة لسكانها، الأكثر عددًا على مستوى العالم.
ويطل السد على وادٍ عميق وضيّق في القسم العلوي من نهر يانغتسي الأطول في الصين، على الحدود المعرّضة للهزّات الأرضية بين مقاطعتي يونان وسيتشوان.
Baihetan hydropower station, the world's 2nd largest in terms of total installed capacity, was officially put into use in southwest China, with two generating units in operation on Monday. #GLOBALink pic.twitter.com/To1nkEHdvo
— China Xinhua News (@XHNews) June 28, 2021
وأعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ في رسالة تهنئة نشرتها الحكومة عن أمله في أن تتمكن المحطة من "المساهمة بشكل أكبر في تحقيق أهداف الذروة الكربونية والحياد الكربوني".
ويتزامن التشغيل التجريبي لسد "بايهيتان" الإثنين مع احتفال الحزب الشيوعي بذكرى مرور مئة عام على تأسيسه الأسبوع الجاري.
وعجّل تعهّد شي العام الماضي الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2020 إتمام بناء المحطة.
تحذيرات بيئية
لكن مجموعات مدافعة عن البيئة حذّرت على مدى سنوات من أن بناء السد يشكّل خطرًا على موئل نباتات وحيوانات نادرة بينها خنزير البحر اللا زعنفي الذي يعيش في يانغتسي.
وبدّل بناء السد على النهر تركيبة الرواسب في المياه، ما يؤدي إلى "خطر هيدروفيزيائي وصحي واسع النطاق يؤثر على مصب أحواض نهر يانغتسي"، وفق ما كتب علماء في ورقة بحثية نشرتها مجلة "إلسفيير العلمية للبيئة الإجمالية" الشهر الجاري.
ودفعت المشاريع الهندسية الضخمة أيضًا مئات آلاف السكان المحليين إلى النزوح وأثارت القلق في دول مجاورة.
في الأثناء، وصف محللون سدًا ضخمًا تخطط الصين لتشييده في مقاطعة ميدوغ في التيبت، والذي يتوقع أن يتجاوز حجمه "سد الممرات الثلاثة" بأنه تهديد للتراث الثقافي للتيبت تسعى بكين من خلاله للسيطرة على جزء مهم من موارد المياه الهندية.
كما عزز تأثير السد على القسم التابع للصين من نهر ميكونغ المخاوف من الأضرار التي قد يتسبب بها للممر المائي الذي يوفر المياه لستين مليون شخص في أسفل المجرى.