أعلن مسؤولون تايلانديون اليوم الأحد، أن آلاف السياح الروس في تايلاند يجهدون لإيجاد رحلات جويّة للعودة إلى بلادهم، بعد أن تقطّعت بهم السبل جرّاء العقوبات الدولية المفروضة على بلادهم بسبب الحرب في أوكرانيا.
وترتب عن الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط مجموعة من الإجراءات الدولية، التي استهدفت شركات ومصارف في روسيا، ما اضطر شركات الطيران الروسية لإلغاء رحلاتها وشركات دفع الأموال العالمية أيضًا لإلغاء خدماتها للمواطنين الروس.
ويُعد السياح الروس من أكبر مجموعات الزوار، الذين عادوا إلى منتجعات تايلاند الساحلية عقب تخفيف قيود كوفيد، لكن العديد منهم وجدوا أنفسهم الآن من دون تذكرة عودة إلى الوطن.
آخرها فيزا وماستركارد.. شركات عالمية في قطاعات مختلفة تعلّق نشاطاتها في #روسيا#أوكرانيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/DUMyi3Ua1s pic.twitter.com/Drp6EntWN4
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 6, 2022
وأفاد تشاتان كونجارا نا أيوديا، المسؤول في هيئة السياحة في تايلاند، أن 3,100 سائح روسي عالقون في جزيرة فوكيت، وأكثر من ألفَين في ساموي، فضلًا عن أعداد أقل في كرابي وفانغ نغا وبانكوك.
وقال: إن الوزارة تعمل على مساعدتهم للعودة إلى بلادهم عبر "رحلات جوية منتظمة أو خاصة".
تذاكر العودة أُلغيت
وأشارت السائحة الروسية إيفغينيا غوزورسكايا، وهي أم لثلاثة أطفال، إلى أن عائلتها اكتشفت أن تذاكر العودة على الخطوط الجوية الروسية قد أُلغيت.
وأضافت الطبيبة النفسية البالغة 41 عامًا، والتي وصلت مع زوجها وأطفالها إلى تايلاند في 27 فبراير/ شباط الماضي: "نشعر بالتوتر الشديد لأن أطفالنا صغار جدًا، ولا نملك ما يكفي من المال للبقاء هنا".
وتابعت من فوكيت: "نريد الذهاب غدًا إلى المطار، لكنني لا أعرف ما سيكون عليه الوضع"، موضحة أنه كان يُفترض أن تعود عائلتها في 28 مارس/ آذار.
ولفتت إلى أنه تم استبدال تذاكر طيران بعض مواطنيها، لكن الحظ لم يحالفها. وأضافت: "يقولون إنهم لا يستطيعون فعل ذلك ويقفلون الهاتف".
"حالات بالغة الصعوبة"
ورغم أن تايلاند لم تحظر الرحلات الجوية الروسية، إلا أن حظر المجالات الجوية الدولية أمام الشركات الروسية أدى إلى قيام بعض الشركات مثل "إيروفلوت" بإلغاء خدماتها، ما ترك السياح يبحثون عن طرق بديلة عبر الشرق الأوسط ومع شركات طيران مختلفة.
وطال الضرر العديد من السياح بسبب تعليق شركتَي فيزا وماستركارد عملياتهما في روسيا.
وقال بوميكتي روكتينغام، رئيس مؤسسة فوكيت السياحية: "لقد رأينا حالات بالغة الصعوبة في الدفع بالبطاقات من قِبل الروس في فوكيت".
وأشار إلى أن المسؤولين يدرسون اعتماد نظام "مير" الروسي لتحويل الأموال، بالإضافة إلى العملات الرقمية. ولم تقف هيئات محلية في جميع أنحاء تايلاند مكتوفة، بل تدخلت للمساعدة.
وقال ممثل الكنيسة الأرثوذكسية في تايلاند الأرشمندريت أوليغ: "سندفع عنهم فواتير الماء والكهرباء وكل شيء"، مضيفًا أنه يساعد عائلة واحدة على الأقل مع أربعة أطفال عالقة في كوه ساموي.
وأضرّت قيود السفر بسبب وباء كوفيد باقتصاد تايلاند، الذي يعتمد على السياحة، لكن عام 2022 شهد زيادة في عدد السياح مع تخفيف القيود.
وزار نحو 23 ألف روسي تايلاند في يناير/ كانون الثاني هذا العام، وفقًا لوزارة السياحة والرياضة في البلاد.
ويشكل السياح الروس سابع أكبر نسبة من زوار المملكة، إذ قصد نحو 1,5 مليون منهم تايلاند عام 2019.
وبينما أيّدت بانكوك قرار الأمم المتحدة، الذي يدعو إلى انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، فانها لم تفرض أي عقوبات.
