بعد أكثر من أربعين ليلة من القصف والتدمير، تدحض مشاهد سير الحياة بشكل طبيعي القادمة من قلب شمال قطاع غزة، كل ادعاءات الإخلاء والتهجير الكلية التي يروّج لها جيش الاحتلال عن خلو مدن شمال القطاع من سكّانها.
وتُبرز لقطات الصمود والتحدي تفاصيل دقيقة للحياة في مخيمات ومدن شمال القطاع.
وقال أحد سكان المخيم لـ"العربي"، إنّ سوق مخيم جباليا يفتح على مدى اليوم وكأن الحرب لا وجود لها، مضيفًا أنّ الاحتلال يكذب حول خلو مدن شمال القطاع من سكانها.
وما زال الآلاف من أصحاب الأرض في أرضهم، يبيعون ويشترون رغم استمرار آلة القتل الإسرائيلية في إبادتها الجماعية على القطاع.
وقال أحد الباعة لـ"العربي": إنّ سكان مدن شمال القطاع صامدون في أرضهم ومنازلهم.
ولا تزال آلاف الأسر متمسّكة ببيوتها في جباليا وتل الزعتر والفالوجة وبيت لاهيا، رغم ما حصدته مئات الغارات الإسرائيلية من الأرواح والوحدات السكانية.
وأعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة أنّ نحو 900 ألف فلسطيني لا يزالون في مدينة غزة وشمال القطاع المكوّن من خمس محافظات، وجميعهم يواجهون ظروفًا معيشية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عام 2006. لكنّهم صامدون بابتسامة تعلو وجوههم النحيلة.