ودع والد الطفل الفلسطيني الشهيد محمد الدرة، عددًا من أفراد عائلته الذين قضوا بفعل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبعد 23 عامًا على استشهاد محمد، على مرأى ومسمع العالم كله، برصاص الاحتلال في سبتمبر/ أيلول من العام 2000، حيث كانت عدسات المحطات التلفزيونية ترصد الجريمة، ودع جمال الدرة شقيقيه نائل وإياد، وعددًا من أقاربه بعد قصف إسرائيلي طال منزلهم.
لنا الأكفان ولهم النفط
ومن مخيم البريج وسط قطاع غزة، قال جمال الدرة "أبو محمد" وهو يقف على الأنقاض يودّع أفرادًا من عائلته: "لقد أنقذت أولادي بعد أن أصيبوا إصابات طفيفة من القصف، وعدت إلى المكان كي أجده مدمرًا بالكامل، فأيقنت أن إخواني وأهلي وجيراني قد استشهدوا".
وأضاف الدرة: "نحن كل يوم في نكبة، فكل يوم نشهد عملية تهجير جديدة، ورغم ذلك، يرسلون لنا الأكفان، ولإسرائيل يرسلون النفط".
وكان سكان محليون ومسؤولون في القطاع الطبي في غزة، قد أكدوا أن المساعدات التي تدخل إلى القطاع بسيطة ولا تعدو أكثر من كونها أكفانًا وعينات غذائية بسيطة.
"كل طفل شهيد هو محمد الدرة"
ويكمل جمال الدرة حديثه ويشير إلى أن "لا نفط في غزة، ولا مياه، ولا اتصالات، لقد قطعوا كل شيء، وضربوا المستشفيات، والدفاع المدني، وقصفوا حتى الطرقات"، وختم: "كل طفل يستشهد في فلسطين هو بالنسبة لي محمد الدرة، وحتى اللحظة ورغم كل شيء لا أستطيع أن أنسى ما عشته في 30/9 من العام 2000".
وبعد 23 عامًا ما زال الشهيد الطفل محمد الدرّة صورة أيقونية تختزل معاناة شعب وجرائم محتل، لا ينفك يستهدف الصغار والكبار من الفلسطينيين.
وشكل الأطفال في قطاع غزة الغالبية الكبرى من الشهداء والمصابين في العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 40 يومًا، الذي خلّف 11 ألفًا و500 شهيد فلسطيني، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلًا عن 29 ألفًا و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية.