تكثر القصص والحكايات التي تُروى عن قصر الباشا في غزة الذي يختزل إرثًا حضاريًا وتاريخيًا في فترات زمنية مختلفة.
ولا يُعرف بالتحديد تاريخ بنائه، لكن يقال إنه يعود إلى نهاية العهد المملوكي وبداية العهد العثماني، وتعددت أسماؤه على فترات تاريخية مختلفة، إذ سمي بدار السعادة وبـ"نيابة غزة"، وكذلك بقصر آل رضوان، وأخيرًا بقصر الباشا، وهو الاسم المتعارف عليه حاليًا.
حكاية قصر الباشا في غزة
حافظ قصر الباشا في غزة على طرازه الإسلامي وهيكله المعماري طوال نحو 900 عام، وتعود تسمياته المختلفة نسبة لمن حكم وأدار مدينة غزة آنذاك، فإما أن ينسب لوالٍ أو لسلطة ما اتخذته مقرًا إداريًا لها.
واحتُل القصر أثناء الحملة الفرنسية على بلاد الشام عام 1877، ولذلك يخطئ الناس بتسميته بقلعة نابليون، وأثناء الاحتلال البريطاني تحول إلى مركز شرطة وسمي بـ"الديبويا".
وفي فترة الإدارة المصرية، تحول إلى مبنى إداري لمدرسة الأميرة فريال، وهي شقيقة الملك فاروق الذي حكم مصر.
قصر آل رضوان في مدينة #غزة بين عامي 1919 - 1923، والمعروف حاليا باسم قصر الباشا. المصدر: أرشيف pic.twitter.com/QjWoFnzIZs
— صور فلسطين (@PalestinianPic) July 26, 2018
وتحول القصر عام 2010 إلى متحف، لكن مساحته لا تستوعب إلا القليل من الآثار، حيث يحوي عملات نقدية نادرة وأواني فخارية وتماثيل وأدوات قديمة، كتلك التي كانت تستخدم للزراعة أو الصناعة.
ولكل قطعة منها قصة وحكاية تشير لعهود زمنية طويلة مرت بها المدينة التي كانت ملتقى تجاريًا مهمًا في المنطقة.
ويتكون القصر من مبنيين وتم ترميمه مرات عدة وبقي صامدًا في وجه الغزوات والحروب، حيث كان محظوظًا في ذلك، فكم من بيوت وآثار في هذه المدينة اختفت وتوارت عن الأنظار إما بسبب الإهمال أو التعديات.
تاريخ وأهمية قصر الباشا
وفي حديث إلى "العربي" من قطاع غزة، توضح مديرة القصر ناريمان خلة، أن قصر الباشا يعتبر من أهم القصور الموجودة داخل مدينة غزة بشكل عام وداخل البلدة القديمة بشكل خاص، مشيرة إلى أنه يقع في حي الدرج على شارع الوحدة.
قصر الباشا في #غزة معلم أثري يشهد على التاريخ الكبير للحضارات في المنطقة👇#فلسطين تقرير: صالح الناطور pic.twitter.com/YP5yrY0SJX
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 7, 2023
وتضيف خلة أن مدينة غزة تعتبر ملتقى ثلاث قارات، حيث كانت حلقة وصل ما بين شمال إفريقيا وأوروبا من خلال المواقع الأثرية المنتشرة داخل المدينة.
وتشير إلى أنه تم ترميم القصر خلال فترة وجود وزارة السياحة والآثار ثلاث مرات، إذ تم ترميم متحف قصر الباشا عام 2005، فيما تم ترميم القصر عام 2015، وتمت إعادة تأهيل حديقة قصر الباشا عام 2022.
