وسط حالة طوارئ وطنية، تعمل فرق الحفر لساعات طويلة من أجل حفر آبار لمواجهة الجفاف المدمر الذي يجتاح أجزاء من الصين.
وقال اليوم السبت، قاو بو تشا البالغ من العمر 42 عامًا، الذي يقود فريق حفر في قرية داشان في جيوجيانغ: "هذه القرى على وجه التحديد كلها جافة".
وأضاف: "عندما تلقينا إشعارًا بحفر الآبار، استيقظنا مبكرًا وعملنا لوقت متأخر، أكثر من 15 ساعة في اليوم".
وأعلنت الصين حالة طوارئ وطنية، جراء الجفاف في وقت سابق من هذا الشهر، مع استمرار اجتياح درجات الحرارة المرتفعة للمناطق الواقعة على طول نهر يانغتسي.
من المستوى الثالث إلى الرابع
ورفع إقليم جيانغشي يوم الأربعاء الماضي، استجابته الطارئة للجفاف من المستوى الثالث إلى الرابع، وهو الأعلى في نظام تحذير مؤلف من أربعة مستويات في البلاد.
وإقليم جيانغشي واحد من 13 منطقة رئيسية منتجة للحبوب في الصين.
وألحق الطقس الحار أضرارًا كبيرة بقطاع الزراعة، وتسبب في إغلاق بعض المصانع في أنحاء البلاد.
وفي يوليو/ تموز الماضي وحده، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في خسائر اقتصادية مباشرة للصين بلغت 2.73 مليار يوان (400 مليون دولار)، مما أثر على 5.5 مليون شخص و457500 فدان من الأراضي، وفقًا لبيانات حكومية نُشرت يوم الخميس.
وأدت موجة الحر هذه في عدد كبير من المناطق إلى انخفاض مقلق في مستويات المياه وإلى جفاف؛ ما سبب مشكلة للمزارعين، خصوصًا لزراعات الأرز وفول الصويا التي تستهلك كميات كبيرة من المياه.
وفي هذه الأجواء، دعت أربع وزارات، أمس الثلاثاء، إلى اتخاذ إجراءات لحماية المحاصيل واستخدام المياه "بالقطارة".
وتشكّل هذه الظروف تحديًا للزراعة في بلد يعاني نقصًا في الأراضي الصالحة للزراعة في الأوقات العادية. ويسبب الجفاف مشكلة لمزارعي الأرز وفول الصويا التي تستهلك كميات كبيرة من المياه.
ومنذ بداية تسجيل بيانات الأرصاد الجوية عام 1961، لم تشهد الصين مثل هذا الصيف الحار، في وضع يوصف بأنه "غير مسبوق" في مدة موجة الحر ومداها.
والصين ليست وحدها من يواجه تبعات تغير المناخ، فقد أفادت وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي، الثلاثاء الماضي بأن أوروبا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام على الأقل.