اكتشف العلماء "كوكبًا محيطيًا'' أي مغطى بالكامل بطبقة سميكة من الماء على غرار بعض أقمار المشتري وزحل. وقالوا إنه يقع على بعد 100 سنة ضوئية من الأرض، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وقد اكتشف فريق دولي من الباحثين بقيادة طالب الدكتوراه في جامعة مونتريال والعضو في معهد أبحاث الكواكب الخارجية تشارلز كدي، الكوكب المسمى "TOI-1452 b"، وهو كوكب خارج المجموعة الشمسية يدور حول أحد نجمين صغيرين في نظام ثنائي يقع في كوكبة دراكو. وهذا الكوكب هو أكبر حجمًا وكتلة من الأرض ويقبع بعيدًا عن نجمه.
تلسكوب "تيس"
ويعود الفضل لاكتشاف الكوكب الجديد لتلسكوب "تيس" الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا".
والنجم المضيف للكوكب هو أصغر بكثير من شمسنا وهو واحد من نجمين متشابهين في الحجم في النظام الثنائي.
ويدور النجمان حول بعضهما البعض وتفصل بينهما مسافة صغيرة 97 وحدة فلكية، أو حوالي ضعفين ونصف المسافة بين الشمس وبلوتو، بحيث يراهما تلسكوب "تيس" كنقطة ضوء واحدة.
واستغرق الأمر أكثر من 50 ساعة لتقدير كتلة الكوكب، والتي يُعتقد أنها تقارب خمسة أضعاف كتلة الأرض.
"كواكب المحيط"
ويحتمل أن يكون الكوكب الخارجي صخريًا مثل كوكبنا، لكن نصف قطره وكتلته وكثافته تشير إلى عالم مختلف تمامًا عن عالمنا، كما يقترح الخبراء.
وبحسب "ديلي ميل"، ففي السنوات الأخيرة، حدد علماء الفلك نصف قطر وكتلة العديد من الكواكب الخارجية بحجم يتراوح بين حجم الأرض ونبتون (أكبر بحوالي 3.8 مرات من الأرض).
وتحتوي بعض هذه العناصر على كثافة لا يمكن تفسيرها إلا إذا كان جزء كبير من كتلتها يتكون من مواد أخف من تلك التي تشكل البنية الداخلية للأرض مثل الماء. وأُطلق على هذه العوالم الافتراضية اسم "كواكب المحيط".
وأظهر تحليل الكوكب الجديد أن الماء قد يشكل ما يصل إلى 30% من كتلته، وهي نسبة مماثلة لتلك الموجودة في بعض الأقمار الصناعية الطبيعية في نظامنا الشمسي، مثل أقمار المشتري جانيميد وكاليستو، وأقمار زحل تيتان وإنسيلادوس.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، كشف مجموعة من علماء الفلك عن كوكب مخفي بحجم كوكب المشتري في نظام شمسي بعيد. ويسمى الكوكب "TOI-2180 b"، وهو قريب نسبيًا إلى الأرض يبعد 379 سنة ضوئية فقط. ويستغرق 261 يومًا للدوران حول نجمه المضيف، وهو وقت أطول بكثير من معظم عمالقة الغاز المكتشفة خارج محيطنا الشمسي.
مهمة جديدة لـ "جيمس ويب"
ويؤمل أن يكون الكوكب الجديد "TOI-1452 b" مرشحًا مثاليًا لمزيد من المراقبة بواسطة تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي الجديد الذي انطلق صباح 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي في مهمة كشف أسرار الفضاء، وقد بدأ في إجراء ملاحظات علمية الشهر الماضي.
وقد التقط هذا التلسكوب صورًا لم يسبق لها مثيل لكوكب المشتري، أكبر كوكب في النظام الشمسي، بالأشعة تحت الحمرا. وقد نشرت ناسا، الإثنين، الصور التي أظهرت الأضواء الشمالية والجنوبية لكوكب المشتري، والعواصف الهائلة والرياح والشفق القطبي الملتهب (أورورا).
كما عرضت "ناسا" في يوليو/ تموز الماضي أول مجموعة صور التقطها التلسكوب، تُظهر "مجالًا عميقًا" لسلسلة مجرات بعيدة، وتكشف عن أكثر لمحة تفصيلية عن فجر الكون تم تسجيلها حتى الآن.