كشف مجموعة من علماء الفلك والعلماء المواطنين عن كوكب مخفي بحجم كوكب المشتري في نظام شمسي بعيد، ويجب أن تتاح لهم الفرصة لرؤيته مرة أخرى قريبًا.
الكوكب المسمى "TOI-2180 b"، قريب نسبيًا إلى الأرض، على بعد 379 سنة ضوئية فقط. ولكن ما يجعل هذا الكوكب مميزًا هو أنه يستغرق 261 يومًا للدوران حول نجمه المضيف، وهو وقت أطول بكثير من معظم عمالقة الغاز المكتشفة خارج محيطنا الشمسي.
واكتشف الفريق الكويكب باستخدام البيانات التي تم جمعها بواسطة القمر الصناعي "تيس" (TESS)، الذي يكتشف الكواكب الخارجية عن طريق العثور على انخفاضات صغيرة جدًا وقابلة للتكرار في سطوع النجم، والتي يسببها كوكب يحجب القليل من ضوء النجم أثناء عبوره، أو يمر بين المركبة الفضائية والنجم. وبينما لم يتم تأكيد الفترة المدارية للكوكب المكتشف تمامًا؛ يتوقع العلماء أن يرى "تيس" الكوكب مرة أخرى في فبراير/ شباط المقبل.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة بول دالبا، الباحث في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، خلال مؤتمر صحافي يناقش الاكتشاف في اجتماع للجمعية الفلكية الأميركية يوم الخميس الفائت: "أحداث العبور هي أفضل وسيلة لاكتشاف الكواكب الخارجية الأكثر برودة".
اكتشاف "رائع"
ووصف دالبا الاكتشاف بأنه "رائع"، ليس فقط بسبب مدى تفرّد كوكب خارج المجموعة الشمسية، ولكن أيضًا بسبب انخفاض درجة حرارته بسبب مداره الأطول حول نجمه الأم.
وحجم الكوكب المكتشف هو نفس حجم كوكب المشتري تقريبًا. لكنه كتلته أكبر بثلاث مرات تقريبًا؛ ويحتوي الكوكب على ما يقرب من 105 من عناصر كتلة الأرض أثقل من الهيدروجين والهيليوم، وفقًا لجامعة نيو مكسيكو. ويمكن أن يشير اختلاف الكثافة هذا إلى أن الكوكب قد تشكّل بشكل مختلف عن كوكب المشتري.
أكثر دفئًا
ومن الغرائب الأخرى درجة حرارة الكوكب، التي يبلغ متوسطها 77 درجة مئوية. ورغم أن الكوكب المكتشف أكثر دفئًا من كوكب المشتري وزحل، إلا أنه لا يزال باردًا جدًا مقارنة بالعديد من الكواكب الخارجية الضخمة الأخرى.
وقال العلماء: إن هذا الاختلاف في درجات الحرارة لم يُفهم بعد، ولكن يمكن استكشافه بشكل أكبر من خلال الملاحظات من المراصد الأخرى، مثل تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي الذي أطلقته ناسا للتو.
وقام فريق من العلماء والفلكيين المواطنين بفحص بيانات "تيس" من خلال تعاون أطلق عليه اسم مجموعة المسح المرئي، واكتشف انخفاضًا في السطوع في النجم الأم للكوكب الجديد في 1 فبراير 2020.
كويكب "سايك"
وكانت وكالة ناسا قد أعلنت في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت اكتشاف كويكب بين مداري المريخ والمشتري وسمي "سايك".
ويحتوي الكوكب على كميات مهولة من الذهب والنيكل والبلاتين. وأشارت عميدة كلية العلوم والأستاذة في دائرة الفيزياء في جامعة بيرزيت، وفاء خاطر إلى أنه تم رصد هذا الكويكب قبل 170 عاما.
وقالت في حديث إلى "العربي": "تبيّن أن تركيبة هذا الكويكب معدنية في غالبيتها على عكس الكواكب الأخرى التي نعرفها".
وقد بنيت مركبة فضائية باسم الكويكب وستنطلق لاكتشافه في الصيف المقبل، حيث ستقوم بالدوران حوله والتقاط الصور. وستنتهي مهمتها عام 2028، بحسب خاطر.
وأشارت خاطر إلى أن جلب عينات من الكويكبات أمر ممكن بالنسبة لتلك القريبة من الأرض، بالاستعانة بالمركبات الفضائية، لكنها مهمات تدوم لسنوات.