يعيش عبد الله، وهو طفل بريطاني لا يتجاوز عمره 13 عامًا، في مركز هوري في ريف الحسكة، الذي خصّصته القوات الكردية لحماية "أشبال الخلافة" وتعليمهم، وهو الاسم الذي يُطلق على أطفال مسلّحي "تنظيم الدولة" (داعش).
وسافر الصحافي أندرو دروري إلى ريف الحسكة، للتحدّث مع عبد الله في أوائل يونيو/ حزيران في إطار تصوير فيلمه المقبل "منطقة الخطر" (Danger Zone).
وروت صحيفة "ديلي مايل" أن عبد الله نشأ في لندن لأبوين من أصل باكستاني؛ واصطحبه والداه في عمر الثامنة إلى سوريا للعيش تحت حكم تنظيم داعش، مع أخته الصغرى وشقيقيه.
بعد وصولهم إلى سوريا، قُتل معظم أفراد عائلته في الباغوز، المعقل الأخير للتنظيم، والتي دُمرّت بضربات جوية أميركية في مارس/ آذار 2019.
وبقي عبدالله وحيدًا بعد تيتّمه، ويوجد الآن في مركز هوري في بلدة تل معروف في ريف الحسكة، والمخصّص لإعادة تأهيل الأولاد المتّهمين بارتكاب فظائع نيابة عن داعش.
وقال عبد الله، الذي يتحدّث الإنكليزية بلكنة خفيفة: إنه تعلّم كيفية استخدام بندقية هجومية من طراز "AK-47" عندما كان في سوريا، منذ أقلّ من عام. لكنّه أكد أنه لم يستخدم هذا السلاح مطلقًا، وأن داعش أرادت منه ومن أطفال آخرين أن يفعلوا ذلك.
ويُعد عبد الله واحدًا من عشرات الأطفال الذين سعى التنظيم إلى تسميتهم "أشبال الخلافة" لتعزيز أيديولوجيتهم المنحرفة، في نموذج مشابه لنموذج "شباب هتلر".
وشرح أنه في اليوم الأول لالتحاقه بمدرسة تابعة للتنظيم، "علّموني كيفية استخدام الأسلحة؛ وأخبرت والدتي أنني لا أستطيع القيام بهذه الأمور، فطلبت والدتي أن أذهب إلى مدرسة أخرى. هناك علّموني القرآن وهذا النوع من الأشياء".
ولا يتذكر عبد الله متى وصل إلى سوريا، كما أنه لا يذكر حتى تاريخ ميلاده. كما يُعتقد أن والدة عبد الله قد أحرقت جوازات سفر العائلة لإظهار الولاء لـ"داعش".
ويشتاق عبد الله إلى أمه التي قُتلت، مضيفًا: "قُتلت أمي في الباغوز، ولم أرها قط. أخبرني الكثير من الناس أنها قُتلت. لدي أختان، واحدة أكبر مني، والأخرى أصغر مني، وشقيقان. قُتل أخي الأكبر في الشدادي، والأصغر قُتل مع أمي وأختي".
وقال: "تزوّجت أختي الكبرى من عضو في التنظيم، وكنت أعيش معهم، ثمّ قُتل"، مضيفًا: "قال لي الناس في البداية إن عليك الخروج من الباغوز لأنها ليست مكانًا جيدًا بالنسبة لي".
بالنسبة لعبد الله، الحياة الآن هي عبارة عن "تسع ساعات حجز يوميًا في مركز الاعتقال". وأكد أنه يريد العودة إلى لندن، حيث "فاتتني أجهزة الكمبيوتر والوجبات السريعة. كان لدي أكس لوكس، وبلاي ستايشن. أشجّع فريق تشلسي، لندن هي الأفضل".
وتابع: "لكن هنا لا يُمكننا فعل شيء لأنه سجن. في التاسعة مساءً، يغلقون الأبواب، ثم يوقظوننا في السادسة صباحًا لنمارس الرياضة، ثمّ نتناول الإفطار وبعد الساعة الواحدة ظهرًا نأكل، ثمّ نجلس ونتحدّث مع أصدقائي".
وقال: "أنا هنا منذ عام ونصف. عشت في الرقة بسوريا لمدة عام واحد، كانت أفضل من الباغوز، لدينا منزل وإنترنت، وسيارة. لكن لم يكن هناك ماكدونالدز".
وأضاف: "أخبرتني ضابطة السجن أن جميع الأطفال الموجودين هناك فعلوا ورأوا بعض الأشياء السيئة للغاية في ظل نظام داعش، لكن مثل عبد الله لم يكن معظمهم قد بلغ أعوامه العشرة عندما طلب منهم أعضاء التنظيم حمل بندقية من طراز "AK-47".