تنطلق يوم غد السبت مرحلة خروج المغلوب في بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2024"، حيث يترقب عشاق كرة القدم مواجهتين من العيار الثقيل، بين إيطاليا وسويسرا من جهة، وألمانيا والدنمارك في مباراة ثانية.
وتحمل ذكريات المباراتين العديد من اللحظات الراسخة في ذاكرة اللعبة، ولعل أبرزها لحظة اختطاف الدنمارك كأس البطولة من ألمانيا عام 1992 في السويد، حيث كان النقاد يجمعون على ترشيح ألمانيا لحمل الكأس الفضية الكبيرة، ليفاجئ "أحفاد الفايكينغ" العالم ويحرزوا انتصارًا مدويًا بنتيجة 2-0، ويحققوا لقبهم الأول والوحيد حينها.
ليلة سقوط "المانشافت"
ومن عجائب الكرة، أن الدنمارك حينها لم تتأهل إلى البطولة، لكنها تلقت بطاقة دعوة في اللحظة الأخيرة اثر استبعاد يوغوسلافيا، لتطيح بمنتخبين كبيرين، هما المنتخب الهولندي حامل لقب بطولة 1988 في نصف النهائي، قبل قهر ألمانيا بطلة العالم في 1990.
وأقرّ مدرب ألمانيا آنذاك بيرتي فوغتس في حديث لصحيفة "آر بي" أمس الخميس أن فريقه "قلّل من تقدير" الدنماركيين. وكتب: "في 1992، خسرنا النهائي أمام فريق دنماركي كبير رغم ترشيحنا آنذاك، على غرار الفريق الألماني حاليًا". وتابع: "الجميع اعتقد أن اللقب في جيبنا. وللأسف بعض اللاعبين شارك هذا الرأي".
واعتبر فوغتس أن مستوى الدنمارك راهنًا قد لا يضاهي جودتها في نسخة 1992، لكن الضغط حاليًا على كاهل الألمان "كانت الدنمارك متعطّشة للنجاح ولا تواجه الضغوط. لعبوا كرة القدم وفوجئنا بطريقتهم، أيضًا لأننا قللنا من تقديرهم".
وتمني ألمانيا النفس، بالمضي قدمًا بنتائجها المميزة، فبعد نحو عقد من الترنّح في البطولات الكبرى، قدّمت ألمانيا بداية جيّدة في دور المجموعات بفوزين على إسكتلندا (5-1) والمجر (2-0)، لكن في الثالثة كادت تفقد صدارة مجموعتها الأولى، قبل أن ينقذها هدف المهاجم نيكلاس فولكروغ في الوقت القاتل ويمنحها نقطة التعادل أمام سويسرا.
وصحيح أن ألمانيا فازت ثلاث مرات فقط في 11 مباراة عام 2023، إلا أنها لم تخسر بعد في 2024، محققة الفوز خمس مرات ومتعادلة مرتين، في وقت يعمد مدربها الشاب يوليان ناغلسمان إلى التمسّك بتشكيلته الأساسية.
وستقام المباراة غدًا على ملعب سيغنال إيدونا بارك في مدينة دورتموند مساءً، وهي المباراة الثانية من مرحلة الدور الثاني للبطولة.
أحلام إيطاليا وعناد سويسرا
أما المباراة التي تسبقها عصرًا، فستواجه فيها إيطاليا منتخبًا عنيدًا ومنظمًا، حل في المركز الثاني بعد ألمانيا في مجموعته، فيما احتاج "الأزوري" لهدف في الوقت القاتل، أنقذهم من الخروج المبكر أمام كرواتيا في المجموعة الثانية.
وستكون المواجهة مع سويسرا ثأرية لأبطال العالم أربع مرات، فالمنافس حرمهم من التأهل المباشر إلى مونديال قطر 2022 بعدما تقدّم عليهم في صدارة المجموعة الثالثة من التصفيات الأوروبية، وأجبرهم على خوض الملحق القاري حيث خرجوا من نصف نهائي المسار الثالث بالخسارة على أرضهم أمام مقدونيا الشمالية 0-1 بهدف سُجِل في الوقت بدل الضائع.
وتخوض سويسرا الأدوار الاقصائية للمرة السادسة تواليًا في بطولة كبرى، علمًا أنها أقصت فرنسا بركلات الترجيح في النسخة الماضية قبل أن تودّع بالسيناريو عينه أمام إسبانيا في ربع النهائي.
لكن إيطاليا التي حملت لقب النسخة الماضية، تمكنت من الفوز لاحقًا في طريقها إلى اللقب على سويسرا 3-0 في دور المجموعات. وقال المدرب لوتشانو سباليتي إن حامل اللقب الأخير صيف 2021، للمرّة الثانية في تاريخه، يستحق التأهل، بيد أنه وجّه انتقادات للاعبيه، بسبب الأداء الباهت في الدور الأول.
وتعول إيطاليا على حارس المرمى جانلويجي دوناروما أفضل لاعب في النسخة الأخيرة من كأس أوروبا التي أقيمت صيف عام 2021، وكان أحد نجوم البطولة في دور المجموعات في النسخة الحالية بعد أن تصدى للمحاولة تلو الأخرى ليساهم بشكل كبير في بلوغ فريقه الأدوار الإقصائية من البطولة.
وسيتواجه الفريقان في استاد برلين الأولمبي، حيث ستلعب المباراة النهائية، على أمل أن يكون أحدهما طرفًا فيه.