شهد ختام المجموعة الأولى في كأس الأمم الأوروبية، يوم أمس الأحد، لحظات مثيرة، حيث سجل المنتخب الألماني هدفًا أنقذه من الهزيمة الأولى على أرضه، فيما أقصت المجر إسكتلندا بالدقائق القاتلة من البطولة.
وفي المباراة التي أقيمت بمدينة فرانكفورت، فاجأ المنتخب السويسري أصحاب الأرض بهدف عكس مجريات اللعب، ليخضع منتخب المدرب الشاب يوليان ناغلسمان لاختبار غير مسبوق في البطولة، حيث وجد الألمان أنفسهم متخلفين في المباراة، على عكس المباراتين السابقتين.
هدف فولكروغ
وفي اللحظات الأخيرة من عمر المباراة، سجل البديل نيكلاس فولكروغ هدفًا استعاد به صدارة المجموعة من براثن المنتخب السويسري المنظم ليتأهل المنتخبين مباشرة للدور الثاني حيث مرحلة خروج المغلوب.
وتقدمت سويسرا في النتيجة بتسديدة مباشرة من دان ندوي الذي استغل عرضية من ريمو فرويلر في الدقيقة 28، وكاد بعدها بدقائق أن يسجل الهدف الثاني، لكن تسديدته المنخفضة من مسافة بعيدة مرت بجوار القائم.
لكن فولكروغ سجل هدفًا بضربة رأس في الوقت المحتسب بدل الضائع لتحتفظ ألمانيا بالصدارة برصيد سبع نقاط، وبفارق نقطتين أمام سويسرا وتحافظ على سجلها خاليًا من الهزائم للمباراة السابعة على التوالي، وهي المسيرة التي بدأت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وبهذا يحرم فولكروغ منتخب سويسرا من ثاني فوز على ألمانيا في 22 مباراة رسمية، منذ عام 1959 لكنها تقدمت إلى الدور الثاني.
وقال إيلكاي غاندوغان، قائد المنتخب الألماني: "بالطبع كنا نود الفوز بالمباراة وتقديم أداء رائع. لكن أعتقد أنك بحاجة لخوض مباريات كهذه في البطولة. قد يجعلك هذا أقوى في المباريات المقبلة، على ما آمل"
إنجاز مانويل نوير
وسيطر الألمان على المباراة وأضاعوا العديد من الأهداف، لكن سويسرا كانت خطرة جدًا في هجماتها المرتدة التي لجمت تقدم مدافعي ألمانيا وتسبب ببطاقة صفراء ثانية للمدافع جوناثان تاه الذي سيغيب عن مباراة منتخب بلاده المرحلة القادمة.
ولعب كاي هافرتيز ضربة رأس مبكرة على المرمى من ركلة ركنية، قبل أن يطالب بركلة جزاء بعدما تعرض لعرقلة داخل المنطقة في أمسية محبطة بالنسبة له.
وظنت ألمانيا أنها تقدمت في النتيجة بتسديدة قوية من روبرت أندريش من خارج منطقة الجزاء، بعدما أبعد الدفاع عرضية لعبها توني كروس من الجانب الأيسر وسط اعتراض من لاعبي سويسرا، الذين طالبوا احتساب مخالفة ضد جمال موسيالا، وبمراجعة حكم الفيديو المساعد ومشاهدة تدخل موسيالا على ميشيل أبيشي على شاشة إلى جانب الملعب، قرر الحكم إلغاء الهدف واحتساب مخالفة.
وفي بداية الشوط الثاني، أهدر غاندوغان فرصة من حافة المنطقة، بينما سدد توني كروس كرة قوية أخطأت طريقها إلى المرمى في إطار سعي ألمانيا لإدراك التعادل. وسنحت لألمانيا فرص عديدة إذ وضعت سويسرا تحت الضغط وأهدر هافرتيز العديد من الفرص.
وألغى الحكم هدفًا سجلته سويسرا في الدقائق الأخيرة بداعي التسلل، قبل أن يرتقي فولكروغ البديل عاليًا ليحول برأسه عرضية ديفيد راوم البديل أيضًا في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع.
وقال غرانيت تشاكا، قائد منتخب سويسرا: "أعتقد أنه عندما ترى الألمان يحتفلون بالتعادل، يمكننا أن نفخر بأنفسنا. لا تكون مواجهة فريق مثل هذا دائمًا سهلة. رغم ذلك، نشعر بالألم بعد استقبالنا هدفًا متأخرًا. لقد قطعنا الخطوة الأولى ونتطلع الآن للمنافسة في دور الستة عشر".
كذلك، شهدت المباراة إنجازًا تاريخيًا لحارس ألمانيا، مانويل نوير، الذي تألق في صد كرة خطرة بالدقائق الأخيرة، حيث بات الحارس البالغ من العمر 37 عامًا، أكثر لاعب يشارك في مباريات بطولة كأس الأمم الأوروبية بواقع 18 مباراة، متقدمًا على الإيطالي جيجي بوفون الذي لعب 17 مباراة.
إسكتلندا خارج البطولة
وفي المباراة الثانية، أحرز المنتخب المجري هدفًا في الدقيقة العاشرة من الوقت بدلًا عن ضائع أمام إسكتلندا التي لعبت أفضل مبارياتها، ليعزز آماله بالتأهل إلى الدور الثاني، من خلال فوزه الأول بالمجموعة، وسط صدمة الجماهير الإسكتلندية لوداع البطولة.
وسجل هدف الفوز البديل المهاجم كيفن تشوبوت، مانحًا فريقه فرصة التأهل بين أحد أربعة منتخبات في المركز الثالث، حيث لم تكن المجر تملك سوى خيار الفوز على إسكتلندا بعد خسارتها أمام سويسرا 1-3 وألمانيا 0-2، من أجل الدخول ضمن أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث والمحافظة على آمالها ببلوغ ثمن النهائي.
انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي وبعدم وجود هجوم ملحوظ، وشهدت بداية الشوط الثاني لحظات عصيبة حيث تعرض المهاجم المجري بارناباش لإصابة خطيرة بعد سقوطه بعنف عقب تنفيذ ركلة حرة في الدقيقة 68، حيث تم نقله على نقالة.
لحظات عصيبة
وسقط اللاعب البالغ 29 عامًا بعنف على مؤخرة رقبته وتدخل زملاؤه لمساعدته بعدما بدا غير قادر على التحرك. وتدخل الطاقم الطبي لإسعافه واجلائه من الملعب وسط تصفيق الجماهير واللاعبين الذين تأثروا بما حصل، في مشهد أعاد إلى الأذهان حادثة سقوط الدنماركي كريستيان إريكسن خلال البطولة الماضية.
وطالبت إسكتلندا بركلة جزاء بعد احتكاك بين أوربان والبديل ستيوارت أرمسترونغ داخل المنطقة حيث سقط هذا الأخير على إثره، إلا أن الحكم أمر بمتابعة اللعب (78).
وكاد المجري أندراس شافر يفعلها بتسديدة بقدمه اليمنى بالقرب من منطقة الجزاء تصدها لها الحارس (90)، قبل أن يعاند الحظ المجر حيث اصطدمت كرة البديل تشوبوت المتوغل داخل المنطقة بالعارضة (90+3).
وأنقذ الحارس بيتر غولاتشي تسديدة المدافع غرانت هانلي (90+8)، في حين ردت المجر بهجمة مرتدة ليمرر شالاي كرة خلفية داخل المنطقة سددها تشوبوت بقوة في الشباك عجز الحارس غان عن صدها (90+10).