يوسف أبو ربيع.. مهندس رحل شهيدًا بعدما زرع البذور بغزة لمواجهة المجاعة

استشهد يوسف أبو ربيع بقصف إسرائيلي على بيت لاهيا، وهو المهندس الزراعي الذي تمكّن من إعادة الحياة إلى أراضي شمال غزة رغم العدوان، وساهم في إنقاذ أهله من المجاعة.

أطلق أبو ربيع فكرة إعادة الزراعة في غزة ضمن الإمكانيات المتاحة، ونشر هاشتاغ "حنزرعها بعون الله" في شمال قطاع غزة بهدف تقديم أكبر قدر ممكن من المنتجات الزراعية، في ظل الحصار والعدوان الإسرائيلي على القطاع.

استشهاد المهندس أبو ربيع

وتتركّز فكرة الشهيد أبو ربيع في تقديم البذور والأشتال للسكان وحتى للنازحين في مراكز الإيواء، من أجل مواجهة المجاعة التي يتسبّب فيها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي غزة، لا سيما بعد منعه وصول المساعدات إلى شمال القطاع.

وكان أبو ربيع قد تمكن من العودة إلى أرضه الزراعية في بيت لاهيا، بعد انسحاب الاحتلال منها فوجدها مدمرة كليًا ضمن مخطط عمل عليه الاحتلال لتدمير الأراضي الزراعية في القطاع.

ولم يمنع الدمار الشهيد أبو ربيع وعدد من المزارعين من استصلاح الأراضي والعودة للزراعة، باستخدام البذور التي تمكنوا من استخراجها من المحاصيل الزراعية التي جفّت خلال الحرب والتي عثروا عليها بين ركام المنازل.

وكان أبو ربيع يوثّق بهاتفه الشخصي عمليات استصلاح الأراضي وزراعة بعضها، الذي تعرّض لقصف بطائرات الاحتلال ما أحدث حفرًا عميقة فيها.

وفي أبريل/نيسان الفائت، أجرت وكالة الأناضول مقابلة مع أبو ربيع، قال فيها: "قمنا أنا ووالدي وعدد من المزارعين بالعودة إلى زراعة ما نستطيع في غزة، رغم انعدام المقومات الأساسية للزراعة من بئر مياه وطاقة شمسية ومن بذور وحراثة وغيرها من الإمكانيات اللازمة".

واجه المجاعة

كذلك قام أبو ربيع بتوزيع البذور على سكان القطاع والمزارعين لإعادة زراعتها.

وتفاعل المستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مع استشهاد الشاب، الذي شهد له الجميع بأنه بذل جهودًا لمواجهة المجاعة في غزة.

وكتبت ندى عمران قائلة: "يوسف أبو ربيع، صاحب مبادرة هنزرعها بعون الله في شمال غزة، أول واحد زرع المحصولات لمواجهة المجاعة بأبسط الإمكانيات".

وأضافت: "كان يرفض النزوح وترْك أرضه، ودائمًا ما كان يمنحنا الأمل".

بدوره، كتب أيمن الهسي: "المهندس الشهيد: يوسف أبو ربيع ابن شمال غزة، الذي رفض كل أنواع التهجير وبقي صامدًا.. ارتقى عصر هذا اليوم مخلصًا لمواقفه وأفكاره، زرع الأرض القحل، وأحيا الروح البور، حرث وبذر وسقى وثمّر وعمّر.. وحين جاء وقت الاختبار، خضّب بدمه خصيب الأرض التي لا تشيخ".