الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

يوم إحراق حوارة.. كاميرا "العربي" ترصد آثار اعتداءات المستوطنين في نابلس

يوم إحراق حوارة.. كاميرا "العربي" ترصد آثار اعتداءات المستوطنين في نابلس

شارك القصة

"العربي" يرصد آثار الخراب التي طالت المنازل في حوارة بعد اعتداءات المستوطنين (الصورة: غيتي)
خلّف العدوان على قرى نابلس شهيدًا وأكثر من 390 إصابة في صفوف الفلسطينيين، تنوعت بين إصابات بالرصاص وطعن بسكين وضرب بآلات حادة.

تكشفت صباح اليوم الإثنين آثار اعتداءات المستوطنين التي ارتكبوها الأحد بحق الفلسطينيين في بلدات حوارة وعصيرة القبلية وبورين في نابلس بالضفة الغربية، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال في المنطقة.

وجالت كاميرا "العربي" في المنطقة حيث بدت آثار الاعتداءات واضحة، إذ ظهر أحد المنازل وقد تعرض للإحراق بشكل كامل على يد المستوطنين.

وبعد يوم من اعتداءات المستوطنين وعملية إطلاق النار في حوارة، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الإثنين، حصارها لمحيط محافظة نابلس.

وكان المستوطنون قد صعدوا اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة، ولا سيما في منطقة نابلس، حيث شملت إحراق منازل، وإطلاق الرصاص الحي، وطعن فلسطيني، عقب عملية حوارة التي أدت لمقتل مستوطنين اثنين.

وخلّف العدوان على نابلس شهيدًا وأكثر من 390 إصابة في صفوف الفلسطينيين، تنوعت بين إصابات بالرصاص وطعن بسكين وضرب بآلات حادة.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال ما زالت تغلق حواجز حوارة وعورتا وطريق المربعة وزعترة، إضافة إلى مدخل بيتا بالمكعبات جنوب نابلس، كما تعيق حركة الفلسطينيين عند مدخل بلدة صرة جنوب غرب المدينة.

"يوم إحراق حوارة"

وأفاد مراسل "العربي" من أحد المنازل التي تعرضت للاعتداء في حوارة، بأن المستوطنين أحرقوا خلال هجومهم على قرى في جنوب نابلس 35 منزلًا بالكامل، و40 منزلًا بشكل جزئي في هذه البلدة.

ونقل مراسلنا عن الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيله أكثر من مئة إصابة في حوارة، حيث أُحرقت المنازل، كما تم إحراق أكثر من مئة سيارة فلسطينية، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين وصفوا ما جرى خلال ساعات الليل بأنه "يوم إحراق حوارة"، وهم ما زالوا فعليًا في حالة صدمة مما جرى.

وأضاف أن جميع البيوت المحاذية للطريق التي تربط مدينة نابلس ورام الله وسط الضفة، تعرضت لهجمات كبيرة من قبل مستوطنين، حيث أحرقوا المنازل فيما كان المواطنون الفلسطينيون داخلها، وقد تمكنوا من الخروج منها بصعوبة.

وفيما أفاد مراسلنا بأن هجوم الأحد على حوارة استمر لنحو خمس ساعات، أشار إلى أن مستوطنين هاجموا صباح اليوم الإثنين أهالي البلدة والصحافيين الموجودين في البلدة، حيث حاول مستوطن دهس عدد من الصحافيين.

"ما حدث لم نره طيلة 50 عامًا"

وفي حديث إلى "العربي" وصف شاهد عيان ما جرى في حوارة بأنه من أكثر ليالي الرعب التي عاشتها البلدة على مدى 50 عامًا، مشيرًا إلى أن أكثر من 250 مستوطنًا هاجموا منازل الفلسطينيين، وكسروا أبوابها ونوافذها ورموا عبوات الغاز داخل البيوت وأحرقوها أمام مرأى ومسمع جيش الاحتلال، وبحمايته.

وتحدث عن وجود 4 دوريات لجيش الاحتلال خلال الاعتداء الذي ألقى خلاله المستوطنون قنابل الغاز باتجاه كل من يطل رأسه من نافذة المنزل، مشددًا على أن الفلسطينيين لا يخافون من المستوطنين، وأن هذه الاعتداءات لن تردعهم أو تخيفهم، بل تزيدهم إصرارًا وصمودًا من أجل نيل حريتهم.

فرنسا تدين هجوم المستوطنين

وعلى صعيد المواقف الدولية،  قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير ليجيندر: إن "بلادها تتابع بقلق بالغ العنف المستمر في الضفة الغربية، ولا سيما في بلدة حوارة".

وأضافت أن العنف ضد المدنيين الفلسطينيين أمر غير مقبول.

ودعت فرنسا الحكومة الإسرائيلية، كجزء من مسؤوليتها كقوة احتلال، إلى حماية المدنيين الفلسطينيين ومحاكمة مرتكبي أعمال العنف في حوارة.

وكان الاتحاد الأوروبي قد دعا السبت الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى العمل على وقف العنف في الضفة الغربية.

وفي سياق متصل، تعقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي اليوم الإثنين، اجتماعًا استثنائيًا مفتوح العضوية، بشأن تصاعد وتيرة عدوان الاحتلال الإسرائيلي، على مدينة نابلس وعموم أرض دولة فلسطين.

وكانت السلطة الفلسطينية قد اعتبرت أن "اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية تهدف إلى تدمير الجهود الدولية لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة".

ويواصل المستوطنون اعتداءاتهم على المقدسات، حيث اقتحم العشرات منهم الإثنين المسجد الأقصى من باب المغاربة، وبحماية مشددة من قبل قوات الاحتلال.

وكانت شرطة الاحتلال نشرت منذ الصباح، عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه، تمهيدًا لتأمين الحماية لاقتحامات المتطرفين.

وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية.

ويشهد المسجد الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close