أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاء عملياته في مجمع الشفاء الطبي مخلفًا وراءه دمارًا كبيرًا أخرج به المستشفى عن الخدمة بالكامل، وذلك بعد 14 يومًا من العمليات العسكرية والاشتباكات.
ويقع مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، يحده من الشرق شارع عز الدين القسام، ومن الشمال شارع ابن سيناء، أما من الغرب فشارع أبي بكر الرازي، ومن الجنوب شارع أحمد عبد العزيز. ويقع المجمع على مساحة تقدر باثنين وأربعين ألف متر مربع.
ويضم المجمع أربعة مستشفيات تخصصية، مستشفى الجراحة، ومستشفى الباطنة، ومستشفى النساء والتوليد، إضافة إلى مستشفى الحروق، بقدرة سريرية تقدر بنحو 560 سريرًا.
وهناك مبنى للاستقبال والطوارئ والجراحة، ومبنى للجراحات التخصصية، بجانبها يقع مستشفى الحروق، إضافة لمبنى الباطنة، أما في الجنوب الغربي فيقع مستشفى التوليد وبجانبه مبنى الحضانات، وما تبقى هو عيادات ومراكز إضافة إلى المشرحة وغيرها.
وقبل اقتحام قوات الاحتلال المجمع، كان يضم داخله وفي محيطه أكثر من 30 ألف نازح ومئات الجرحى والمرضى الذين نكل بهم الاحتلال.
وتقدمت قوات الاحتلال نحو مجمع الشفاء من الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة عبر شارع الرشيد، ووصلت إلى منطقة الميناء القديم ومن هناك تقدمت بالتوازي من خلال شارعين، وهما شارع أبو حصيرة وشارع عايدية، ودخلت من المدخل الشمالي الغربي، ثم شرعت في عمليات تجريف في الساحة الرئيسية حيث تمركزت آليات الاحتلال.
اشتباكات ضارية مع المقاومة
وفرضت قوات الاحتلال حصارًا خارجيًا على المجمع تمثل في طوق شكل من خلال تمركزات لآليات الاحتلال، بداية من الشمال الغربي.
وفي الشرق تمركزت آليات عند دوار بالميرا على بعد نحو ثلاثمئة متر، ومن الجنوب الشرقي عند مركز رشاد الشوا على بعد نحو ثلاثمئة متر أيضًا.
أمّا في الجنوب الغربي فتمركزت آليات عند دوار العباس على بعد ثلاثمئة وخمسين مترًا. وقد قامت قوات الاحتلال بنسف وتدمير كل ما هو داخل تلك المساحة خلال عملية التوغل في هذه المنطقة، سواء من خلال الغارات والأحزمة النارية أو بسلاح المدفعية، إضافة إلى استهداف مبان عدة خارج هذا الإطار، ليصل عدد المنازل التي استهدفها الاحتلال تدميرًا أو حرقًا في محيط مجمع الشفاء، وفق مكتب الإعلام الحكومي، إلى نحو ألف وخمسين منزلًا.
وخلال عملية التوغل التي قامت بها قوات الاحتلال، وبعد اقتحامها للمجمع وتمركزها في محيطه، خاضت فصائل المقاومة اشتباكات ضارية استهدفت بها آليات الاحتلال وجنوده مؤكدة إيقاع أعداد من القتلى والجرحى في حرب شوارع من المسافات المباشرة.
وتمكنت كتائب القسام وفي حصيلة لاستهدافاتها خلال أربعة عشر يومًا من تدمير اثنتي عشرة آلية وثماني دبابات وناقلتي جند باستخدام قذائف الياسين مئة وخمسة وعبوات الشواظ.
كما استهدف مقاتلو القسام أربعة تجمعات متفرقة لجنود الاحتلال داخل منازل المواطنين بقذائف "تي بي جي"، إضافة إلى قنص ستة جنود، ناهيك عن ثمانية استهدافات لتمركزات الاحتلال وحشوده بقذائف الهاون.
وأعلنت سرايا القدس وكتائب المجاهدين أيضًا عن خوض مقاتليهما اشتباكات في محيط الشفاء أسفرت عن تدمير سبع آليات وثلاث دبابات.
هذا إضافة إلى قنص جندي واستهداف تجمع لجنود الاحتلال بقذائف مضادة للتحصينات وأربع عشرة عملية قصف لحشود الاحتلال وتمركزاته بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى.