كشفت 200 يوم من العدوان على غزة عن وجه إسرائيل الحقيقي، في ظل ارتكابها جرائم حرب علنية، وإبادة جماعية وثقت على الهواء مباشرة لآلة العبث الإسرائيلية، إذ أثرت في الرأي العام العالمي لتتحول مع الوقت إلى أداة ضغط على سياسات الدول، خاصة الغربية منها تجاه القضية الفلسطينية.
فقد أعاد الخطاب الإسرائيلي منذ اليوم الأول للحرب إنتاج الاستعارات المرتبطة بالتحريض على القتل والإبادة، وعلى إثره خرجت شعوب العالم في مظاهرات لم تتوقف حتى الآن، حيث جابت الشوارع دعمًا لغزة، وتعالت الأصوات بأن ما يحدث هناك جريمة حرب مكتملة الأركان.
المزاج الغربي العام تغير
ولم يعد المزاج العام لدى الشارع الغربي في نظرته للمجتمع الدولي كما كان قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأدى هذا التحول الشعبي إلى حملة مقاطعة لإسرائيل ولدول تتغنى بقيم الإنسانية والحرية، ما شكل أزمة حقيقية لإسرائيل وداعميها، حتى داخل الولايات المتحدة حليفها الرئيس.
فحقوق الإنسان ليست عالمية، والقانون الدولي يطبق بشكل تعسفي، هكذا يقول متظاهرون غاضبون مما يحصل في غزة.
ويقول أحد المتظاهرين: "ما يحصل في غزة غير مقبول، إنها إبادة جماعية، أطفال يقتلون ونساء"، مشددًا أنه على الدول أن تعيد نظرها تجاه تصرفات إسرائيل اللاأخلاقية.
إلى ذلك، قال استطلاع للرأي أجرته قناة أميركية إن نسبة كبيرة من الأميركيين لا تؤيد طريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وكانت 200 يوم كفيلة بتبديل صورة إسرائيلية انطبعت في الذهنية الغربية لنحو 57 عامًا.
فسبعة عقود ويزيد عانى فيها الفلسطينيون من أجل قضيتهم، حيث نُعتوا بالإرهاب وسوقت الحكومات الغربية ذلك الوصف، لكن مشاهد القتل اليومية كشفت جرائم إسرائيل وانتهاكاتها الفاضحة لأي قانون إنساني أو دولي.