وثقت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، اقتحام المسجد الأقصى 22 مرة خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، من قبل الاحتلال الإسرائيلي، في حين مُنع رفع الأذان 50 وقتًا في المسجد الإبراهيمي، بمدينة الخليل.
وأوضح تقرير شهري للوزارة، حول واقع اعتداءات الاحتلال على المسجدين الأقصى والإبراهيمي، وغيرهما من دور العبادة، أن "الاحتلال دنّس المسجد الأقصى 22 مرة، ومنع كعادته رفع الأذان في الحرم الابراهيمي لـ 50 وقتًا، كما انتهك حرمة ثلاثة مساجد".
اقتحامات شبه يومية
وقالت الوزارة: إن اقتحامات المسجد الأقصى شارك فيها، مستوطنون وحاخامات وطلاب معاهد دينية ومخابرات وجنود.
ومنذ 2003 يقتحم المستوطنون المسجد الأقصى، بصورة شبه يومية، على فترتين صباحية وبعد صلاة الظهر، بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.
وفي المسجد الإبراهيمي، ذكرت "الأوقاف" أن قوات الاحتلال تواصل الحفريات على مدخل المسجد، في حين أقدم مستوطنون على إقامة حفل صاخب فيه.
ومنذ ارتكاب مستوطن إسرائيلي مجزرة بحق المصلين بالمسجد الإبراهيمي عام 1994، صادر الاحتلال نحو نصفه وحوله إلى كنيس يهودي، وفيه تقع غرفة رفع الأذان.
وأوضح وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري، أن الاحتلال أخطر بهدم مسجد قيد الإنشاء في بلدة "نحالين" غرب بيت لحم، وأخطر بوقف أعمال البناء بمسجد التقوى بالعيساوية تحت تهديد الهدم عبر قرار إداري، واقتحم مسجد كفر عبوش القديم في محافظة طولكرم في ساعات ما قبل الفجر وقام بتصويره.
وأشار إلى اقتحام عدة مقامات إسلامية من قبل المستوطنين، وتأديتهم طقوسًا تلمودية فيها، طوال الشهر الماضي.
تضييق ومحاولة "تهويد"
كما واصلت شرطة الاحتلال التضييق على دخول المصلين إلى الأقصى، واحتجزت هويات بعضهم عند بواباته الخارجية، إضافة إلى مضايقاتها اللامحدودة بحق الحراس والسدنة والمرابطين، ولا يزال الاحتلال يمنع تعيين حراس جدد، ويهدد المعيّنين منهم بالاعتقال والإبعاد في حال باشروا عملهم من دون موافقة الاحتلال.
وعلى صعيد عملية التهويد المستمرة، وافقت حكومة الاحتلال، على مخطط لتحديث البنية التحتية، وتشجيع الزيارات اليهودية الاستيطانية لحائط البراق، من خلال تحسين إمكانية الوصول إلى وسائل النقل العام، وتطوير برامج تعليمية جديدة، ودعم مشاريع التنمية القائمة.
وأودعت ما تسمى "لجنة التخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال خطة تهويدية لإنشاء مجمع استيطاني في منطقة باب الخليل، أحد أبواب البلدة القديمة، ضمن مخطط شامل لتهويد كل أبواب البلدة التاريخية.
ورصد الاحتلال مبلغ 40 مليون شيكل لتهويد ميدان عمر بن الخطاب وباب الخليل، ضمن المخطط الشامل لتهويد كل أبواب البلدة القديمة، وهي تسعى على الدوام في خططها لطمس تاريخ والقدس هويتها، وتشويه معالمها الإسلامية.
وكانت منظمة العفو الدولية قد خلصت في تقرير من 111 صفحة نشرته أمس الثلاثاء، إلى أن إسرائيل أقامت نظام فصل عنصري منذ عام 1948.
وتعد هذه المرة الأولى التي تقول فيها المنظمة إن إسرائيل تمارس الفصل العنصري، مطالبة بمساءلتها على ارتكاب هذه الجريمة ضد الفلسطينيين المقيمين داخل الخط الأخضر والأراضي الفلسطينية المحتلة فضلًا عن اللاجئين والنازحين في البلدان الأخرى.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي لمواجهة هذا الواقع من خلال اتباع السبل المؤدية إلى العدالة التي من المعيب أنها لم تستكشف بعد، مضيفة أن الدول التي قررت أن تقبل تجاوزات إسرائيل ستجد نفسها في الجانب الخطأ من التاريخ.