الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

33 عامًا على اغتيال رينيه معوّض.. أول رئيس للبنان ما بعد اتفاق الطائف

33 عامًا على اغتيال رينيه معوّض.. أول رئيس للبنان ما بعد اتفاق الطائف

شارك القصة

حلقة أرشيفية من برنامج "كنت هناك" حول اغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوّض (الصورة: غيتي)
اغتيل رينيه معوض في ذكرى الاستقلال، بعد 17 يومًا فقط على انتخابه رئيسًا للبنان. وبمضي الأعوام، وجه نجله أصابع الاتهام للنظام السوري بالوقوف خلف الجريمة.

اغتيل رينيه معوّض، رئيس الجمهورية التاسع في تاريخ لبنان ما بعد الاستقلال، في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989.

كان قد مضى على انتخابه 17 يومًا فقط. غادر يومها احتفالًا أُقيم بمناسبة ذكرى الاستقلال، لكن عبوة ناسفة كانت في انتظاره في محلة الصنايع بالعاصمة بيروت، قذفت سيارته المصفحة أمتارًا، فقتل على الفور مع عدد من مرافقيه وآخرين.

بمضي الأعوام، أكد نجله ميشال معوّض، الذي وجه أصابع الاتهام للنظام السوري، عدم حصول تحقيق في اغتيال والده.

من هو رينيه معوّض؟

وُلد رينيه معوّض في زغرتا شمالي لبنان في 17 مارس/ آذار 1925. درس المحاماة وانخرط في الحياة السياسية وانتخب نائبًا في البرلمان عدة مرات. كما تسلم عدة حقائب وزارية منها العمل والشؤون الاجتماعية والتربية.

انتخب رئيسًا للبنان عقب اتفاق الطائف، الذي يُعرف بوثيقة الوفاق الوطني، وجاء بعد الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت أكثر من 15 عامًا لحل الأزمة.

يقول رئيس مجلس النواب اللبناني السابق حسين الحسيني، في حلقة من برنامج "كنت هناك" بُثت على شاشة "العربي" إن "معوض كان ركنًا أساسيًا في اتفاق الطائف، وهو الذي رافق المباحثات مع البطريرك الماروني في حينه نصرالله صفير".

وبعدما وُقعت وثيقة الوفاق الوطني في 30 سبتمبر/ أيلول عام 1989، انتخب معوّض رئيسًا للجمهورية في 5 نوفمبر، لكنه اغتيل بعبوة استهدفت موكبه في 22 من الشهر نفسه، ذكرى الاستقلال.

وُلد رينيه معوّض ابن زغرتا شمالي لبنان في 17 مارس/ آذار 1925
وُلد رينيه معوّض ابن زغرتا شمالي لبنان في 17 مارس 1925 - تويتر

والرئيس الراحل كان قد دعا في كلمته بالمناسبة اللبنانيين إلى الوحدة والبناء معًا، مؤكدًا أن "لا وطن ولا دولة ولا كيان دون وحدة الشعب".

عبر "كنت هناك" روى ميشال معوّض، الذي يُعد حاليًا مرشحًا للرئاسة الأولى في لبنان، عن الحديث الأخير الذي جمعه ووالده في فرنسا في اليوم الذي سبق انتخابه رئيسًا عام 1989.

وأفاد بأنه كان حديثًا وجدانيًا طويلًا، تناول أمورًا عدة منها انتخابه وحلمه وطموحاته للبنان. 

وأردف بأن والده توقف وسط هذه المواضيع، وقال له إنه سينتخب من حيث المبدأ في اليوم التالي رئيسًا للجمهورية، وكما هو معلوم فإن هذه مهمة وخطرة وقد يصيبه مكروه.

وأوضح أن ما بين الانتخاب والاغتيال، 17 يومًا، واكبته فيها التهديدات الأمنية والمخاطر بصورة دائمة.

بدوره مرافق الرئيس الراحل، جوزيف معوّض، الذي استعاد عبر "كنت هناك" يوم الاغتيال. قال إن نائلة معوّض أعربت عن مخاوفها لزوجها، وطلبت منه عدم التوجه إلى حفل الاستقبال الذي أقيم في وزارة الداخلية بمناسبة ذكرى الاستقلال.

وأضاف أن رينيه معوّض أجاب يومها بأن "لبنان مشرذم منذ فترة طويلة، والناس ينتظرون رؤية رموز الدولة موحدة، وهذه فرصة لإعطاء أمل للناس".

لمَ اغتيل؟

أفاد ميشال معوّض بأن جلسة شهيرة جمعت والده مع وفد من النظام السوري برئاسة عبد الحليم خدام، الذي كان حينها وزيرًا للخارجية ومسؤولًا عن الملف اللبناني، هي السبب المباشر لاغتيال والده.

وشرح أن الاجتماع الذي استمر لساعات عُقد في إهدن قبل أيام من الاغتيال، وشهد خلافًا على مجموعة من النقاط، وأن من كانوا خارج الغرفة شاهدوا الفرقاء لدى خروجهم منها وكانت "وجوههم سوداء".

وأضاف أن والده طالب مسؤولي النظام السوري لتسهيل حواره مع قائد الجيش في حينه ميشال عون، أن يبدأوا تطبيق اتفاق الطائف في ما يتعلّق بالبند السيادي، أي إعادة تموضع قوات النظام الموجودة في لبنان نحو البقاع كمرحلة أولى تمهيدًا لانسحابهم.

كما ذكر أن وفد النظام السوري جاء إلى الاجتماع مع لائحة بأسماء طالبوا أن تكون شريكة في الحكومة.

وأشار إلى أن جواب رينيه معوّض، كان تأكيد العمل على تشيكل حكومة وحدة وطنية، ستلتزم حكمًا باتفاق الطائف بما في ذلك العلاقات الوطيدة المميّزة بين لبنان سوريا، لكنها ستشكل مع رئيس حكومة لبنان سليم الحص في حينه، ما يعني أن الأمر شأن داخلي.

بدوره، الحسيني الذي قال "لم نعط حتى الآن أي إشارة أو ملف قضائي"، لفت إلى أن "المتضررين من حل الأزمة اللبنانية كثر". 

يُذكر أن قوات النظام السوري عام 1989 كان قد مرّ على وجودها في لبنان 14 عامًا، ولم تنسحب حتى أبريل/ نيسان 2005.

بدوره عون، الذي سلمه الرئيس أمين الجميّل مقاليد الحكم عقب نهاية ولايته، فشهدت البلاد حكومتان إحداهما عسكرية والثانية مدنية، خاض حربًا باسم "حرب التحرير" ضد قوات النظام السوري.

وعقب توقيع اتفاق الطائف وانتخاب رينيه معوض رئيسًا جديدًا للبلاد، رفض تسليم السلطة قبل أن يرغم على مغادرة قصر الرئاسة واللجوء إلى السفارة الفرنسية في بيروت، إثر عملية عسكرية قادها جيش النظام السوري في لبنان.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close