تُعدّ الطائرات الحديثة وسيلةً سريعةً تربط أقصى بقاع الأرض، حيث تقطع المحيطات والقارات في غضون ساعات قليلة.
ولكن، هناك رحلة طيران فريدة من نوعها، تختلف تمامًا عن هذه الرحلات الطويلة، وتعد أقصر رحلة تجارية في العالم، حيث تستغرق فقط حوالي 80 ثانية.
وكان مسار هذه الرحلة بين جزيرتين إسكتلنديتين تفصل بينهما مسافة حوالي 2.73 كيلومتر فقط.
"قفزة" بين جزر إسكتلندا
في التفاصيل، تضم إسكتلندا حوالي 800 جزيرة، معظمها غير مأهول ولا يحتاج إلى وسائل نقل عام.
ومع ذلك، فإن بعض الجزر مأهولة بالسكان، وإن كان عددهم قليلاً، ويعتمد هؤلاء السكان على العبارات والطائرات للتنقل بين الجزر أو زيارة البر الرئيسي لبريطانيا العظمى.
وفي جزيرة أوركني، توجد رحلة طيران فريدة من نوعها تُعتبر أقصر رحلة طيران مباشرة في العالم، وهذه الرحلة القصيرة للغاية تصل بين جزيرتي ويستراي وبابا ويستراي.
وتشغّل هذه الرحلة من قِبل شركة "لوغان إير"، وهي تعمل منذ 50 عامًا، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الركاب في المنطقة.
رحلة بـ10 ركاب فقط
وبينما يبدو السفر بالطائرة للعمل أمرًا مرهقًا، إلا أن هذه الرحلة سلسة للغاية وتستغرق ثوانيَ معدودات، وفق موقع "غريت بيغ ستوري".
ونظرًا لأن الطائرة تتسع لـ10 ركاب فقط، فمن غير المحتمل أن يتعرض الركاب للازدحام عند تسليم وتسلم الحقائب، ونظرًا لصغر حجم الطائرة يمكن للأشخاص الجالسين في الصف الأمامي رؤية الطيار وهو يقود الرحلة.
أقصر رحلة طيران
وعلى الرغم من أن وقت التشغيل حوالي دقيقة ونصف، إلا أن وقت الطيران الفعلي لهذه الرحلة أقل من دقيقة وتحديدًا 80 ثانية.
وبالتالي، تعد سرعة هذه الرحلة أسرع من الوقت الذي تستغرقه العديد من الرحلات للوصول إلى ارتفاع المسار.
أما السرعة الأسرع المسجلة للرحلة فهو 53 ثانية، وحققه الطيار ستيوارت لينكليتر، وقد قام الطيار بقيادة هذه الرحلة مرات عديدة قبل تقاعده عام 2013.
وبشكل عام، تكون الرحلات أسرع عندما تكون سرعة الرياح جيدة والوزن الإجمالي للأمتعة أقل.
2.73 كيلومتر مدة الرحلة
أما المسافة بين الجزيرتين فهو حوالي 2.73 كيلومتر حوالي فوق الماء، وهذه المسافة تقارب أيضًا طول مدرج مطار إدنبره عاصمة إسكتلندا.
وتدمج هذه الرحلات مع رحلات من وإلى مطار كيركوول، وتتم الرحلة الجوية في شكل مثلث ضيق، حيث تتوقف الرحلة في ويستراي لإنزال واستقبال الركاب قبل الانتقال إلى وجهتها التالية.
وتستخدم شركة الطيران طائرة بريتن نورمان بي إن 2 بي-26 آيلاندر، وتعمل الرحلة ذهابًا وإيابًا كل يوم باستثناء أيام السبت، منذ العام 1967.
وقد قام أيضًا كولين ماكالستر بقيادة هذه الرحلات على مدار نصف قرن، ويعد استمرار الرحلة جزء من ثقافة المجتمع.
وبالإضافة إلى ماكالستر، دائمًا ما يكون هناك رجال إطفاء ومراقبي الحركة الجوية لضمان سلامة رحلات "لوغان إير".
محط جذب للسياح
ويستخدم السكان المحليون الرحلة بشكل أساسي للوصول إلى المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أوركني، حيث تنتقل الطائرة بعد ذلك إلى مدينة كيركوول.
وعلى الرغم من أن عدد سكانها يبلغ 10 آلاف نسمة فقط، إلا أنها تعتبر مدينة كبيرة مقارنة بجزيرتي ويستراي وبابا ويستراي، حيث يعيش أقل من 600 شخص في ويستراي.
وبينما يبلغ عدد سكان بابا ويستراي 90 نسمة فقط، وتُعدّ هذه الرحلة رابطًا حيويًا للجزيرة بالعالم الخارجي وفي الآونة الأخيرة، أصبحت هذه الرحلة مقصدًا للعديد من السياح أيضًا، وفق موقع "إيكونومك تايمز".
أطول رحلة في العالم
في المقابل، تعد أطول رحلة طيران في العالم من مطار جون إف كينيدي الدولي في نيويورك إلى مطار شانغي الدولي في سنغافورة.
وتبلغ المسافة التقريبية لهذه الرحلة حوالي 15,332 كيلومترًا مما يجعلها أطول رحلة تجارية بدون توقف في العالم.
وتستغرق الرحلة عادةً حوالي 18 ساعة و40 دقيقة، وهي رحلة طويلة تتطلب من المسافرين الاستعداد الجيد.
وعادة ما تقوم شركة الخطوط الجوية السنغافورية بتشغيل هذه الرحلة، وهي معروفة بمعاييرها العالية في الخدمة والراحة.
كما يتم استخدام طائرات إيرباص A350-900 عادةً لهذا الخط، وهي مصممة خصيصًا للرحلات الطويلة وتتميز بمساحة واسعة ومقاعد مريحة.
