الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"ساعدونا لا نتكلم الإنكليزية".. رحلة المهاجرين إلى الولايات المتحدة

"ساعدونا لا نتكلم الإنكليزية".. رحلة المهاجرين إلى الولايات المتحدة

شارك القصة

مهاجرون يعبرون نهر "ريو غراندي" الذي يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة
مهاجرون يعبرون نهر "ريو غراندي" الذي يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة (غيتي)
يجازف المهاجرون بحياتهم في رحلة شاقة وهم يفرون من أميركا الوسطى بالحافلة وسيرًا على الأقدام وبالشاحنة لعبور نهر "ريو غراندي" الذي يفصل بين المكسيك وأميركا.

بعد رحلة شاقة وخطرة للوصول إلى الولايات المتحدة، يصل أفراد عشرات عائلات المهاجرين سرًا إلى مطار "ماكالين" في تكساس حاملين لافتة كُتب عليها بأحرف سوداء "ساعدونا من فضلكم نحن لا نتكلم الإنكليزية".

وفي رحلة شاقة يجازف المهاجرون بحياتهم وهم يفرون من أميركا الوسطى بالحافلة وسيرًا على الأقدام وبالشاحنة لعبور نهر "ريو غراندي" الذي يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة بعد مسار تشرف على كل مرحلة من مراحله "كارتلات" المخدرات.

ولا يحمل المهاجرون أي حقائب صغيرة أو كبيرة إذ اضطروا إلى التخلي عنها خلال الرحلة الطويلة. كل شيء جديد بالنسبة لغالبية المهاجرين الذين أتوا من مناطق ريفية وزراعية، من اللغة الإنكليزية إلى المطار والطائرة وحتى السلالم الكهربائية.

لا خيار آخر

يقول إيزاك وهو طفل في الرابعة من هندوراس لدى إقلاع الطائرة من مدينة ماكالين الحدودية. "نحن نطير في الغيوم! أريد أن ألمس الغيوم".

ويتوجه الطفل مع والدته ليديا (23 عامًا) إلى نيوجيرزي على بعد حوالي ثلاثة آلاف كيلومتر ليجتمع مجددًا مع والده وشقيقه البالغ ست سنوات اللذين لم يرَهُما منذ سنتين.

وتقول ليديا بانتظار الصعود إلى الطائرة "ستكون هذه أسعد لحظة في حياتي". وتوضح أنها فرت من الجوع والفقر والعنف الذي يهز هندوراس.

وتؤكد "اضطررنا إلى الانفصال بحثًا عن مستقبل أفضل لطفلينا. ما كان لنا خيار آخر".

ولن يكون زوجها في استقبالها في مطار "نيوارك" فهو لا يملك إقامة قانونية ويخشى أن يوقف. وسيرسل صديقًا له يتمتع بوضع قانوني.

وبعدما عبرت ليديا ونجلها نهر ريو غراندي قرب ماكالين أوقفتهما شرطة الحدود الأميركية "سي بي بي". وأمضيا أيامًا قليلة في مركز احتجاز حيث أخذت بصماتهما ومعلومات شخصية عنهما قبل أن ينقلا إلى عيادة ليخضعا لفحص كورونا.

وبعد ذلك أصبحا أحرارًا على غرار الكثير من العائلات الأخرى. وقد سارا وصولًا إلى مركز لجمعية "هيومانيتريين ريسبايت سنتر" الكاثوليكية لمساعدة المهاجرين في ماكالين، حيث تمكنت ليديا من الاتصال بزوجها وانتظرت أن يرسل إليها بطاقة السفر.

وسيكون أمامهما مهلة 60 يومًا للحضور إلى مكتب شرطة الهجرة "آيس". وفي حال تخلفا عن ذلك سيتعرضان للطرد، بحسب ما تحذر وثيقة وزعتها شرطة الحدود على المهاجرين.

الفرص ليست كثيرة

وسافرت فيلومينا وهي شابة من غواتيمالا في العشرين من العمر مع ابنها داميان البالغ سنة الذي تحمله على ظهرها. وتأمل الاجتماع بوالديها المقيمين في ولاية تينيسي إلى حيث انتقلا عندما كانت في سن الحادية عشرة.

وتؤكد "أتيت من أجل طفلي لأوفر له الطعام. في غواتيمالا الفرص ليست بكثيرة".

وتقول وهي تمسح دموعها "تركوني عندما كنت طفلة أنا مشتاقة جدًا لرؤيتهما وتقبيلهما لأن فراقنا دام ثماني سنوات".

الطائرة متعة

تبكي رينا (25 عامًا) وهي من السلفادور وأم لطفلين في المطار وهي تروي صعوبات رحلتها.

وتوضح دانيا (24 عامًا) وهي من هندوراس التقتها رينا على الطريق مع طفلها: "أمضينا أوقاتًا صعبة للغاية في المكسيك، كنا نعاني الجوع والنعاس. كان الوضع منهكًا جدًا ودونه مخاطر كثيرة أحيانًا".

ويجمع المهاجرون الذين قطعوا جزءًا من الرحلة في شاحنة من دون تهوية تقريبًا، على أنها المرحلة الأصعب.

وتقول امرأة من هندوراس "أمضينا 16 ساعة في شاحنة مع مئتي شخص. كان الرجال يقفون أمامنا وهم يتصببون عرقًا ويصرخون أحيانًا بأنهم سيموتون أو يغمى عليهم وكنا نلقي المياه عليهم".

ويستعد فاليريانو وهو مزارع من غواتيمالا كان يزرع الذرة والفاصولياء في بلاده؛ للصعود إلى الطائرة متوجهًا إلى نيويورك مع نجله البالغ ست سنوات "بحثًا عن فرص" هو أيضًا.

وقبل أربع سنوات قتل أعضاء في "كارتل مخدرات" شقيقه الذي كان يرفض بيع المخدرات لحسابهم على ما يروي باكيا. وأراد الكارتل بعد ذلك تجنيده.

ويضيف: "هربت إلى بيليز هددوني بالقتل أو بقتل أطفالي إن لم أغادر".

وتابع: "رحلتنا كانت رهيبة. الطائرة الآن ممتعة فعلية مع أني متوتر قليلًا وأخاف من العلو المرتفع".

عند وصولها إلى مطار لاغوارديا في نيويورك كان في استقبال دانيا (24 عامًا) وهي من هندوراس زوجها سامويل والسعادة تغمره لضم نجليهما بين ذراعيه. وقال له مبتسمًا "الآن سنذهب لشراء ما يحلو لك".

تابع القراءة
المصادر:
أ.ف.ب
Close