تمكن علماء الفلك في جامعات أميركية، أمس الخميس، من رصد عملية تلاشي نجم عملاق، في عملية هي الأولى من نوعها، قد تخدم الأبحاث الفلكية بشكل كبير مستقبلًا.
وشاهد فريق من العلماء، بإشراف جامعة نورث وسترن وجامعة كاليفورنيا، بيركلي (يو سي بيركلي)، عرضًا دراميًا وعنيفًا لموت النجم المسمى "ثروس"، وهو نوع من النجوم الهائلة التي تدمر نفسها ذاتيًا وتموت وتنهار لتتحول إلى كتلة مستعرة بشكل دائم.
وينفجر نجم كل ثانية تقريبًا في مكان ما من هذا الكون، لكن موت النجم "ثروس" المعروف بالعملاق الأحمر، والذي كان يراقبه دائمًا علماء الفلك، هو الموت الأول من نوعه بحسب الفلكيين.
وهناك نوع آخر من النجوم التي تتحول لكتل مستعرة دائمًا، والفرق بينها وبين "ثروس" هو عملية انهياره، حيث ينهار النجم ذاتيًا إثر عملية اصطدام بجسم آخر، لينفجر وليستحيل مستعرًا بعد ذلك، وتُسمى هذه العملية بالانفجار الكلاسيكي.
الاكتشاف الأول
وشاهد الفلكيون للمرة الأولى في التاريخ هذه العملية، حيث رصدوا التدمير الذاتي السريع للنجم الهائل، في حين انهار جسمه، وتحول إلى كتلة مشتعلة دائمة، ليلقب باسم "المستعر الأعظم".
وقبل هذا الحدث التاريخي، كان يُعتقد أن هذه النجوم العملاقة لا تقدم أي دليل على انفجاراتها الوشيكة، ولكن تم رصد هذا النجم حيث كانت تنبعث منه إشعاعات ساطعة أشارت إلى أنه دخل أيامه الأخيرة.
وكان العلماء في معهد جامعة هاواي لعلم الفلك قد رصدوا تلك الإشعاعات صيف عام 2020.
بيان علماء الفلك
وأصدر العلماء الذين شاركوا هذا الرصد الفلكي النادر أمس بيانًا قالوا فيه: "تشير هذه العملية إلى أن بعض هذه النجوم على الأقل تخضع لتغييرات كبيرة في بنيتها الداخلية في أيامها الأخيرة، والتي تؤدي بعد ذلك إلى طرد مضطرب للغاز قبل لحظات من الانهيار".
وقال وين جاكوبسون غالان، المسؤول الرئيسي لهذه الدراسة الفلكية، في البيان: "هذا الاكتشاف يساهم في فهمنا لما تفعله النجوم الضخمة قبل لحظات من موتها. حيث لم يُلاحظ من قبل نشاط نجم عملاق كهذا قبل تحوله لمستعر أعظم. نحن لأول مرة، شاهدنا نجمًا عملاقًا أحمر ينفجر".
والنجوم المصنفة على أنها "عملاق أحمر" عادة ما تكون كتلة تزيد حجمها 10 أضعاف عن كتلة شمس كوكبنا الأرض، وهي شديدة البرودة بشكل كبير حيث تصل معدلات حرارة سطحها إلى 6920 درجة فهرنهايت دون الصفر. وإضافة لسطحها البارد تملك عادة أقطارا هائلة. فيتراوح نصف قطر معظم العمالقة الحمراء بين 200 و800 ضعف نصف قطر الشمس.