فيما تنشط "دبلوماسية اللقاحات" بين مختلف الدول، وسط تعويل العالم عليها لإنهاء "كابوس" كورونا المستمرّ منذ زهاء عام من دون توقف، يبدو أنّ لاعبًا جديدًا سيدخل على الخطّ، هو تركيا، التي تسارع الخطى لتطوير لقاحٍ محلّي الصنع.
ويشير المسؤولون الأتراك إلى أنّ اللقاح، الذي يتوقع البدء بتجربته على البشر نهاية يناير/كانون الثاني الجاري، يعتمد على تقنية "الجسيمات الشبيهة بالفيروس"، التي تعد من أحدث طرق انتاج اللقاحات في العالم، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول".
واطلع وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك على أعمال تطوير اللقاح في منشأة شركة "نوبل" للأدوية، في المدينة التكنولوجية (مارتك) بمدينة غبزة بولاية قوجة إيلي شمال غربي البلاد.
وقال ورانك خلال الزيارة، إن مشروع اللقاح المعتمد على تقنية الجسيمات الشبيهة بالفيروس، يعد أحد أبرز 8 مشاريع متواصلة في تركيا لتطوير لقاحات ضد كورونا، والوحيد بينها المعتمد على هذه التقنية، كما يعد من المشاريع المعدودة في العالم.
الثاني في العالم
وأوضح أن مشروع اللقاح اقترب من مرحلة الاختبار على البشر، لافتًا إلى وجود مشاريع شبيهة تعتمد على هذه التقنية في العالم، إلا أنّ واحدًا منها فقط بات في طور المرحلة الأولى من التجارب على البشر، بحسب معطيات منظمة الصحة العالمية.
وأعرب عن أمله في أن يكون اللقاح التركي المعتمد على "الجسيمات الشبيهة بالفيروس" الذي يجري العمل على تطويره، الثاني في العالم من حيث الانتقال إلى مرحلة التجارب على البشر، مشيرًا إلى أنه من المتوقع البدء في تجربة اللقاح بحلول نهاية يناير الجاري، بالتنسيق مع وزارة الصحة.
الطلبات الخارجية
وأعرب عن ثقته بأن اللقاح سيلقى صدى واسعًا في العالم في حال تجاوز الاختبارات بنجاح، وتم التأكد من سلامته، موضحًا أنه من المخطط الشروع فورا في الانتاج الكمي للقاح حال اعتماده، وأنه سيتم انتاج 50 مليون جرعة في المرحلة الأولى قابلة للزيادة بحسب الحاجة، ولافتًا إلى إمكانية ورود طلبات خارجية للحصول على اللقاح.
يذكَر أنّ تقنية الجسيمات الشبيهة بالفيروس تعد من الطرق المبتكرة في اللقاحات، حيث تكسب تلك الجسيمات مناعة لجسم الانسان دون أن تسبب له المرض.
ويتم استخدام مثل هذه اللقاحات بالفعل في الوقت الراهن ضد بعض الأمراض حول العالم، لكن لا يوجد حتى الآن أي لقاح معتمد ضدّ كورونا يعمل بالجسيمات الشبيهة بالفيروس.