مع بداية الشهر الفضيل، دخل عدد كبير من المسلسلات العربية السباق الرمضاني في تنافس محموم لجذب أكبر عدد من المشاهدين.
فأثارت أعمال دون غيرها الجدل، وتحمّلت نصيبًا وافرًا من الانتقادات من قبل أطرف عدة، إما بتهمة الإساءة لجهة ما أو بوصفها لا تراعي الأداب أو باعتبارها "لا تناسب هذا الشهر".
والجدل هذا وصل إلى حد المطالبة بإيقاف بث هذه المسلسلات ومحاسبة القائمين عليها.. وتتضمن الحصيلة المشار إليها:
"ممنوع التجوّل"
أثار المسلسل الكوميدي، الذي يحمل عنوان "ممنوع التجوّل"، جدلًا وغضبًا منذ بداية عرضه في السعودية.
فقد توقف بعض المتابعين عند ظهور الممثل السعودي ناصر القصبي في أحد المشاهد مع ممثلين آخرين، وهم يحملون جثة والدهم متجهين إلى المطبخ لوضعها في الثلاجة. ووجدوا في ما شاهدوه استخفافًا بهيبة الموت وتقليلًا من احترام الوالدين.
"وطن ع وتر"
بعد عرض حلقات من مسلسل "وطن ع وتر" في الأردن خرجت مطالبات بإيقافه، لتناوله بعض القضايا في قالب بدوي.
واعتبر أردنيون أن الاسقاطات المستخدمة في بعض حلقات المسلسل، الذي يُبث على قناة "رؤية"، مسيئة للعادات والتقاليد والعشائر الأردنية.
"الماضي لا يموت"
على خلفية عرض حلقات هذا المسلسل، طالب محامون في الأردن بتدخل المسؤولين لوضع حد لما اعتبروه "تهجمًا شرسًا" على مهنتهم بسبب المسلسل، الذي يُبث على القناة الأولى.
ورأوا في "الماضي لا يموت" مقاربة مبتورة ومبتذلة للمهنة بما لا يتناسب مع واقعها.
"الفوندو"
طالت انتقادات واسعة مسلسل "الفوندو" الذي يُعرض على قناة "الحوار التونسي"، وذلك على خلفية مشاهد قرأ فيها متابعون إساءة لصورة المدرس التونسي، الذي جُسد في مشهد غير لائق يتمثل بعلاقة غير أخلاقية بين أستاذ وتلميذته.
وعلى أثر هذا المشهد قدّمت الجمعية الوطنية للتعليم شكوى ضد القناة، معتبرة أن المشهد يمسّ بقدسية التعليم.
إلى ذلك، أصدرت الإدارة العامة للحرس الوطني توضيحًا على خلفية ما تم تداوله في المسلسل، والذي يُظهر في أحد المشاهد دورية حدودية تابعة للحرس الوطني تفتش سيارة يتحصل فيها عون الدورية على رشوة من صاحب السيارة، وهو ما عدته الإدارة تعديًا على سمعة اعوان الحرس.
"الحرقة"
في تونس أيضًا، وبما يخصّ مسلسل "الحرقة" الذي يُبث في التلفزة الحكومية الأولى ويتناول قضية الهجرة غير الشرعية.. فقد شهد انتقادًا من نقابة السلك الدبلوماسي.
وهذا الانتقاد جاء بعد بثّ المسلسل في إحدى حلقاته مشهدًا لمسؤول في وزارة الشؤون الخارجية ينصح أحد الآباء باللحاق بابنه للبحث عنه عن طريق الهجرة السرية.
فاعتبرت النقابة هذا المشهد تشويهًا للوزارة وإطاراتها أمام الرأي العام الوطني والدولي.
القراءة للجمهور
في تعليقه على ما يُثار يسأل الكاتب الصحفي والسيناريست حاتم بلحاج: "ما جدوى الدراما والابتكار والفن إذا لم يكن وراؤه جدل؟".
وإذ يعتبر أن "الجدل الذي يُثار عادي"، يوضح أن ما تغيّر في مجتمعاتنا هو شبكات التواصل الاجتماعي.
ويوضح أنه "بعد أن كان الجدل يُكتب في ما مضى في الصحف، بات للمتفرّج والمواطن ـ مع هذه الشبكات ـ الحق في أن يتكلّم وأن يقوم بإنشاء مجموعات تضغط".
وفي ما يتعلق بالجدل الكبير القائم والذي يصل إلى حد المطالبة بوقف عرض الأعمال، فإن بالحاج لا يجد أي مبرر له، شارحًا أن العمل الدرامي يحمل عدة أفكار وتأويلات.
ويقول بلحاج: "إذا كان هناك مشهد يستدعي وجود رشوة وممثل للسلطة يأخذها، فإن هذا الأمر موجود، وإن استعملته في مسلسل فذلك من حقي وتبقى القراءة للجمهور".