Skip to main content

نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" يكشف لـ"العربي" كواليس الوساطات وردود المقاومة

الجمعة 14 مايو 2021
أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن جرائم الاحتلال لا يمكن القبول بها، فـ"المسجد الأقصى خط أحمر ليس بعده خطوط"

كشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري تفاصيل المساعي الدولية لإنهاء المواجهات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح العاروري في حديث إلى "العربي" أن "هناك اتصالات بيننا وبين الأخوة المصريين والقطريين ومع الأمم المتحدة، كما أن أميركا تواصلت مع القطريين للوصول إلى وقف لإطلاق النار".

وأكد العاروري أن اقتراحًا تضمن الاتفاق على وقف لإطلاق النار لمدة 3 ساعات لإجراء الحوار والوصول إلى اتفاق، لكن المقاومة رفضت الاقتراح.

وذكّر العاروري أن العدو استغل وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في غزة، عام 2014، لاستهداف قيادات المقاومة، ولذلك لا يمكن القبول باقتراح مماثل.

وقال العاروري أن عرضًا آخر تضمن الاتفاق على خفض مستوى المواجهة، أي أن تلتزم المقاومة بوقف استهداف المستوطنات الإسرائيلية، مقابل توقف الاحتلال عن استهداف المدنيين.

وأشار إلى عرض آخر يقضي بإعلان إحدى الجهات ساعة محددة لوقف الأعمال القتالية، ومن ثم يلتزم الجميع بذلك.

وشدد العروري على أن "موقفنا واضح، فنحن لم نبادر إلى إشعال حرب، ولا نريد حربًا مفتوحة، لكن سبب الحرب واضح، وهو الاعتداء على المقدسات وعلى شعبنا في كل مكان، وبالتالي هذه المواجهات تنتهي مع انتهاء سببها".

ولفت إلى أن موقف المقاومة الذي تم إبلاغه للوسطاء يقضي بـإعلان الاحتلال الإسرائيلي وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في القدس وعلى المسجد الأقصى، من أجل انتهاء المواجهات.

المسجد الأقصى "خط أحمر"

وشدد العاروري على أن موقف المقاومة واضح لكل العالم، فهذه المواجهة بدأت بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على المصلّين بالمسجد الأقصى وعلى الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، ويجب أن يوقف الاحتلال عدوانه على المقدسات وعلى الفلسطينيين كي تتوقف المواجهات.

وأشار القيادي في "حماس" إلى أن إسرائيل أرادت إخراج الفلسطينيين من بيوتهم لإعطائها للمستوطنين وهذه جريمة، كما أن قوات الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى والمصليات الرئيسية فيه، وألقت القنابل وأطلقت الرّصاص المطاطي والمعدني داخل المسجد.

وأضاف العروري أن هذه الجرائم لا يمكن القبول بها، فالمسجد الأقصى "خط أحمر ليس بعده خطوط".

وأكد العاروري أن لا مشكلة لدى المقاومة الفلسطينية بإنهاء القتال، لكن شرط إنهاء السبب الذي أشعل المواجهات، فما دام الاحتلال مستمرًا باعتداءاته على الشعب والمقدسات، فهذا يعني أن المواجهات ستتجدد، حتى لو تم الاتفاق على وقف إطلاق النار.

وطالب العروري جميع دول العالم بالاعتراف بالحق بالوصول إلى أماكن العبادة، ومنع إلقاء الناس خارج منازلهم.

العملية البرية في مربّع المقاومة

وحول التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم برّي على قطاع غزة، أكد العاروري أن المقاومة في صراع مع العدو منذ عشرات السنين، والجميع يعلم أن هذا التصعيد والتهديد ورفع السقف هي محاولات لحرب نفسية على الشعب والمقاومة للقبول بوقف إطلاق نار.

وأوضح أن "المعركة البرية في مربعنا، وهي كارثة للإسرائيلي، ولا يمكن أن تنتهي المعركة إذا دخل البعد البري فيها إلا بنتائج ضخمة على الاحتلال".

وأكد العاروري أن الاحتلال يخوض حربًا بالضغط على المقاومة باستهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية، مشيرًا إلى أن "معظم الخسائر هم من الأطفال والنساء والمزارعين وعابري السبيل، ومعظم الأهداف التي ضربوها كانت مدنية، والجميع يعلم أن مراكز المقاومة هي تحت الأرض".

مواقف عربية دون الحد الأدنى

وعن المواقف الرسمية العربية ممّا يحصل في غزة، رأى العاروري أنه رغم المواقف الشاجبة للعدوان، إلا أنها تبقى دون الحد الأدنى.

وأكد "أن الدول العربية لها مكانتها وقوتها ويمكنها التأثير في الوضع السياسي في العالم، وفي كل العالم لا تتخلى الأمم عن أبنائها وأوطانها وفلسطين قضية عربية، لذا على الدول العريبة أن تمد المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بالمقدرات اللازمة للدفاع عن الحق العربي في فلسطين".

وحول  الموقف الأميركي والأوروبي، اعتبر العاروري أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مختلفة عن إدارة سلفه دونالد ترمب في عدد من الملفات لكن ليس في الملف الفلسطيني.

وشدد على أن الإدارات الأميركية كلها منحازة للكيان الإسرائيلي الذي يقصف غزة ويقتل المدنيين بطائرات ودبابات أميركية، معتبرًا "أن أميركا موجودة في الميدان وتقاتلنا، كما أنها تضغط على الدول الغربية لمنعها من دعم الشعب الفلسطيني".

وأكد أن الموقف الأميركي عدائي ضد الشعب الفلسطيني بشكل عام، وليس فقط ضد حركة "حماس".

أما عن الموقف الأوروبي، فأكد العاروري أنه "غير مؤثر"، وأضاف: تقوم أوروبا بدعم السلطة الفلسطينية والمؤسسات الرسمية الفلسطينية ويتكلمون عن حل الدولتين، لكن لا يمارسون أي ضغط على الاحتلال للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

المصادر:
العربي
شارك القصة