"مستقيل يستقيل".. طلب وزير الخارجية اللبناني إعفاءه من مهامه يثير جدلًا
لم يمرّ طلب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية شربل وهبة من رئيس الجمهورية إعفاء من مسؤولياته الوزارية، بعد عاصفة التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها، واعتُبِرت مسيئة للسعودية ودول الخليج.
وجاءت "استقالة" الوزير في محاولة لـ"احتواء" الأزمة التي تسبّبت بها تصريحاته، سواء التي أطلقها على الهواء؛ حيث ألمح فيها إلى مسؤولية دول الخليج عن تمويل "تنظيم الدولة"، أم ما سُرّب منها، حيث رفض أن يُهان من قِبل "أحد أهل البدو"، في إشارة إلى صحافي سعودي كان معه في المقابلة نفسها، وهو ما أعطي أبعادًا "عنصريّة".
لكنّ المفارقة التي توقّف عندها كثيرون، وتُرجِمت "تهكّمًا" في الفضاء الافتراضيّ، فكمنت في كون الوزير الذي استقال اليوم مستقيلًا أساسًا منذ أشهر طويلة، وتحديدًا منذ أغسطس/ آب 2020، حين أعلنت الحكومة بالكامل استقالتها، على وقع الانفجار المروّع في مرفأ بيروت.
"استقالة المستقيل"
وفور إعلان وهبة رغبته في التنحي عن أداء مهامه الوزارية في حكومة تصريف الأعمال المستقيلة أساسًا، طغت ردود الفعل المتهكمة على مواقع التواصل الاجتماعي التي صوّبت سهام السخرية باتجاه الوزير والوضع السياسي العام في لبنان.
فقد استغرب النشطاء استقالة وزير مستقيل أصلًا، واصفين ما يحصل بالمهزلة، لا سيما في وقت ما زالت القوى السياسية عاجزة عن تأليف حكومة بعد 9 أشهر.
وما أثار سخرية المغردين أكثر هو أن الوزير شربل وهبة عيّن في وزارة الخارجية يوم 3 أغسطس/ آب الجاري خلفًا للوزير المستقيل ناصيف حتي.
والأغرب هو وفق مواقع لبنانية محاولة السلطات اللبنانية تعيين وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر مكان وهبة.
وسبق وتهكّم رواد الإنترنت من ظروف تولي وهبة الوزارة لا سيما أن عملية تسلمه الوزارة أتت صباح الرابع من أغسطس، وهو اليوم الذي شهد الانفجار الهائل الذي عصف بمرفأ بيروت ودمر العاصمة وخلّف عشرات القتلى وآلاف الجرحى.
اعتذار الوزير المستقيل
يذكر أن وهبة دبلوماسي لبناني استلم منصب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدبلوماسية قبل أن يتولى الحقيبة الوزارية.
وبعد الجدل الذي حصل أمس الثلاثاء، أعلن شربل وهبة في بيان نشرته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: "القصد لم يكن لا أمس ولا قبله ولا بعده، الإساءة إلى أي من الدول أو الشعوب العربية الشقيقة التي لم تتوقف جهودي لتحسين وتطوير العلاقات معها، لما فيه الخير والمصلحة المشتركين، ودوما على قاعدة الاحترام المتبادل".
وأردف: "جل من لا يخطئ في هذه الغابة من الأغصان المتشابكة".