"حرب بوليسية".. إسرائيل تُصعد حملة الاعتقالات داخل الخط الأخضر
أعلنت الشرطة الإسرائيلية مساء الأحد، عن تصعيد حملتها ضد المتظاهرين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، على خلفية الأحداث التي شهدتها البلدات الفلسطينية نصرة للقدس والأقصى وقطاع غزة، وتنديدًا باعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين.
وأوضح مدير مركز "عدالة" حسن جبارين أن "حملة الاعتقالات هي حرب اعتقالات عسكرية بوليسية ليلية، تستوجب ردًا بمقدارها من كافة القوى السياسية والأحزاب ولجنة المتابعة".
ورأى جبارين في تصريح صحافي أن "هدف حرب الاعتقالات الانتقام من المواطنين الفلسطينيين على مواقفهم السياسية والوطنية مؤخرًا"، مشيرًا إلى أنّ "الشرطة تعلن أن هدفها هو إرهابي: الردع والتخويف".
حملة "القانون والنظام"
وخصصت شرطة الاحتلال الآلاف من عناصرها من أجل تطبيق الحملة بدءًا من مساء الأحد، من خلال تكثيف وجودهم في البلدات ضد المتظاهرين واعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة.
وجاءت هذه الحملة استكمالًا لحملة الاعتقالات التي نفذتها الشرطة بحق متظاهرين ونشطاء من مختلف الأحزاب والحركات الفاعلة على الساحة المحلية في الأسبوعين الماضيين، حيث جرى اعتقال أكثر من 1550 فلسطينيا فيما قُدمت 150 لائحة اتهام.
وزعمت الشرطة في بيان لها أن "الحملة تهدف إلى تقديم مرتكبي أحداث العنف الخطيرة والقومية والضالعين في حيازة الأسلحة والاتجار بها، وإضرام النار والاعتداء على الممتلكات والانتماء إلى منظمات الإجرام، إلى المحاكمة".
وستعتمد الشرطة في حملتها التي أطلق عليها "القانون والنظام"، على تنفيذ اعتقالات وأعمال تفتيش وتحقيق مع المتظاهرين حتى تقديم لوائح اتهام وفرض عقوبة السجن بحقهم؛ حسب ما جاء في بيان الشرطة.
وشهدت البلدات العربية، مؤخّرًا، مظاهرات ومواجهات احتجاجًا على هجمات المستوطنين واعتداءات عناصر الشرطة على المتظاهرين الفلسطينيين وقمع احتجاجهم، مقابل حمايتهم للمستوطنين.
وتصاعدت في الفترة الأخيرة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في عدة بلدات عربية، وذلك تزامنًا مع حملة تحريض متصاعدة في وسائل الإعلام الإسرائيلية ضد الوجود العربي في الداخل الفلسطيني.
140 لائحة اتهام ضد 230 شخص
وقدمت حتى اليوم 140 لائحة اتهام ضد 230 شخصًا، غالبيتهم من العرب وبينهم قاصرون، نسبت لهم تهم الاعتداء على عناصر شرطة، وتعريض حياة مواطنين للخطر في الشوارع، والتظاهر، وإلقاء حجارة، وإضرام النار، وغيرها.
وأرفقت ببعض لوائح الاتهام طلبات لتمديد اعتقال غالبية المعتقلين على ذمة التحقيق، حتى الانتهاء من كافة الإجراءات القضائية.
"تصفية حسابات"
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بيانًا جاء فيه أنّه "في الـ48 ساعة القادمة سيقتحم آلاف الجنود الإسرائيليين مئات البيوت الفلسطينيّة في الداخل المحتل، بهدف اعتقال 500 شاب فلسطيني، فيما تسمّيه القوى الإسرائيليّة "عمليّة قانونٍ ونظام"، وذلك بهدف "تصفية الحسابات مع الشباب المناضلين".
وأضاف البيان المتداول أنّ "الشرطة تدّعي أنّها تملك بنك أهداف" للساعات القليلة المقبلة، مشيرًا إلى أنّ آلاف رجال الأمن من كل الوحدات والألوية، بما في ذلك حرس الحدود، وكتائب الاحتياط، "تجنّدوا من أجل تنفيذ هذه العمليّة المسعورة في قرانا ومدننا"، وفقًا للبيان.
واعتبر النشطاء أن "هذا إعلان حرب"، مضيفين: "سيقتحم الإسرائيليّون أكثر من 500 منزل لاختطاف أبنائنا وشبابنا. هذه ليست مجرد محاولة ترهيبيّة وليست مجرد سياسة تخويف.. هذه حرب غير مسبوقة على الفلسطينيين في الداخل، وهي ستُنفّذ تحت غطاء صمتٍ مُهين".
نداء صادر من أهلنا في الداخل المحتل *نداء طارئ* في الـ 48 ساعة القادمة سيقتحم آلاف الجنود الإسرائيليين مئات البيوت الفلسطينيّة في الداخل المحتل بهدف اعتقال 500 شاب فلسطيني، في ما تسمّيه القوى الإسرائيليّة "عمليّة قانونٍ ونظام"، وذلك بهدف "تصفية الحسابات" مع الشباب المناضلين. pic.twitter.com/m9unk53Pqn
وختم البيان بالقول: "على شعبنا أن يتحرّك الآن وفورًا لإفشال هذه الحرب، على العالم كلّه أن يهتز الآن. الآن وقبل أن يدخل المجرمون حاراتنا".