احتدام المعارك على أكثر من جبهة في اليمن.. ما دلالات التصعيد المستجدّ؟
أعلن التحالف السعودي الإماراتي إحباط عملية حوثية وشيكة باستخدام زورقين مفخخين جنوبي البحمر الأحمد في الحديدة، كما أكد اعتراض وتدمير طائرتين مسيرتين حوثيتين متجهتين إلى مدينة خميس مشيط.
في الوقت نفسه، اندلعت معارك بين قوات الحكومة والحوثيين على أكثر من جبهة في اليمن، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين في كل من مأرب والجوف وتعز وصعدة، بحسب مراسل "العربي".
ضرب المنشآت السعودية "سيستمرّ"
وجاءت المعارك على خلفية هجمات متزامنة نفّذها الحوثيون على مواقع القوات الحكومية، وسط غارات جوية مكثفة لطيران التحالف.
ويؤكد الحوثيون أنّ استهداف المنشآت السعودية سيستمرّ، وذلك في إطار ما يسمّيه "أنصار الله" الرد على حرب التحالف وحصاره لليمن.
ويوضح القيادي في جماعة الحوثي سليمان الغولي، في حديث إلى "العربي"، أنّ ضرب المنشآت سيتواصل حتى تحصل مفاوضات حقيقية مع السعودية تفضي إلى سلام دائم وشامل.
جهود السلام تذهب أدراج الرياح
وفي غضون ذلك، تزداد الأوضاع تعقيدًا، وتذهب جهود السلام المبذولة أدراج الرياح، وهو ما يفسّر التعثر الذي يكتنف المبادرات التي يقودها المبعوثان الأميركي والأمم من عواصم دولية بشأن ملف اليمن.
ومع ذلك، تبدو الجهود الدولية على أشدّها لحلحلة الأوضاع في اليمن، من منطلقات إنسانية بدرجة أساسية تمليها أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد.
ما هي القراءة السعودية للتصعيد المستجدّ؟
ويرى الكاتب والباحث في العلاقات الدولية سالم اليامي أنّ الجانب الحوثي هو الذي يضرب مبادرات السلام بعرض الحائط، ويرفض التجاوب معها.
ويعتبر اليامي، في حديث إلى "العربي"، من الرياض، أنّ التصعيد يُفسَّر من زاويتين، الأول تتعلق بأخلاق "الميليشيات الإرهابية الحوثية"، على حدّ قوله، مضيفًا: "هذا تنظيم عصابي لا يفهم ضرورة أن تقف الحروب التي تؤذي المواطنين".
أما الزاوية الثاني، وفقًا لليامي، فتتعلق بارتهان القرار السيادي لإيقاف الحرب أم عدم إيقافها إلى الجانب الإيراني، مشيرًا إلى أنّ الأخير هو الذي يتحكم في الإمداد بالسلاح والمدربين وحتى إطلاق المقذوفات.
ويخلص إلى أنّ إيران تريد استغلال هذا العنصر للاستفادة منه، فهي تريد أن تقول ربما للأطراف الأخرى أنا من أستطيع أن أطلب التهدئة، بما يخدم مطالبها على طاولة المفاوضات.