استأنف الرئيس اللبناني ميشال عون مشاوراته مع عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية بخصوص الاقتراح الذي تقدم به نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي والمتعلق بعقد حوار يجمع مختلف الأحزاب والتيارات اللبنانية.
والتقى عون في قصر بعبدا برئيس كتلة "الوفاء والمقاومة" الممثلة لحزب الله في البرلمان محمد رعد، الذي أكد موقف الكتلة المؤيد للحوار الوطني والمشاركة فيه.
"التخلي عن المزايدات"
وقال رعد في تصريحات صحافية: إنّ "البلد في زمن الشدة والضيق هو أحوج إلى عدم الانقطاع عن الحوار".
وأضاف: "ندعو شركاءنا في الوطن إلى التحلي بالعقل والحكمة والتخلي عن المزايدات، لأنّ هذا البلد هو بلدنا ونحن معنيون بالحفاظ عليه وعدم أخذه إلى الهاوية".
كما التقى عون برئيس "كتلة ضمانة الجبل" النائب طلال أرسلان الذي تحدث قائلًا: "إن الوضع في البلد لا نحسد عليه وهو مأزوم والناس تعيش في أوضاع صعبة جدًا، وما يحصل هو جريمة موصوفة بحق اللبنانيين جميعًا".
وقال أرسلان إنّ الحوار يجب أن يكون قائمًا بشكل دائم "ومن غير المبرر لأحد رفض مبدأ الحوار، ويمكننا الجلوس مرات عدة وكل يوم لنتحاور ويمكن حتى الاختلاف على بعض النقاط، إنما يجب السير وفق قاعدة الديمقراطية وما تقرره الأكثرية".
"حوار لمجرد الحوار"
إضافة إلى ذلك، التقى الرئيس اللبناني ميشال عون برئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي أكد أنه "لن يشارك في الحوار لمجرد المشاركة".
وأوضح فرنجية أن الحوار "يجب أن يكون بين فريقين برأيين مختلفين، أما أن يكون ضمن فريق واحد، فلا فائدة من الحوار للشكل فقط. لذلك، تمنينا لهم التوفيق، وأي قرار يتخذه هذا الفريق الذي ندعمه، سنؤيده من دون تردد لعلمنا أنهم لن يتفقوا على أمر نعارضه، لكن أن نحضر من أجل الحضور فقط فلا فائدة من ذلك. وبالتالي لن نشارك في الحوار".
رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من بعبدا: نحن موجودون في اي يوم يستدعينا الرئيس عون وليس لدينا اي مشكلة شخصية مع فخامته، حتى بالموضوع الاستراتيجي، ونحن اهل الحوار ولكن ان يكون بين فريقين لا بين فريق واحد لذا دعينا لهم بالتوفيق ولن نشارك في الحوار pic.twitter.com/3q7cWXuIvY
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) January 11, 2022
وكان رئيس الحزب الاشتراكي التقدمي وليد جنبلاط قد اعتذر عن عدم المشاركة في لقاء عون لأسباب صحية. في حين رفض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري لقاء عون.
هل تعقد طاولة الحوار بمن حضر؟
وفي هذا السياق، أفاد مراسل "العربي" في بيروت بأن لقاءات الرئيس عون التي تمت هي مع الأطراف من الصف السياسي الموالي لعون، لافتًا إلى أن السؤال يكمن في إمكان عقد طاولة الحوار بمن حضر أو ينسف هذا الحوار.
ولفت إلى أنه من الصعب جدًا أن تعقد طاولة الحوار طالما أنها ستناقش بندين رئيسين، حيث يتعلق البند الأول بالإستراتيجية الدفاعية، أما البند الثاني يتعلق باللامركزية الإدارية.
ووفق مراسل "العربي" فإن "البند الثاني تحديدًا يحتاج إلى تعديلات دستورية وبالتالي فلا يمكن أن تعقد اليوم هذه الطاولة من دون مشاركة كافة أطياف المجتمع اللبناني أو الأحزاب اللبنانية".
واللافت، بحسب مراسل "العربي" أنه بالتزامن مع هذه اللقاءات أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم أول مرشح له في الانتخابات النيابية المقبلة التي ستجري في مايو/ أيار المقبل. وهو ما يشير إلى رسالة من جهته ومن باقي الكتل النيابية المعارضة لهذا الحوار وهو أن الوقت هو "زمن الانتخابات وليس زمن الحوار الوطني".