أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين إلى استئناف محتمل لمحادثات التجارة والاستثمار مع تايوان المتوقفة منذ إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، لكنه لم يعط أي دليل على أي استعداد لمتابعة اتفاقية تجارية شاملة كانت تايبيه تسعى إليها.
فقد أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الإثنين أنّ الولايات المتّحدة ستبدأ قريبًا التفاوض مع تايوان على اتفاق تجاري؛ في خطوة من شأنها أن تثير غضب الصين التي تعتبر الجزيرة جزءًا لا يتجزّأ من أراضيها.
وقال بلينكن، خلال جَلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس: "أعلم أنّنا منخرطون في محادثات مع تايوان، أو أنّنا سنبدؤها قريبًا حول نوع من اتّفاق إطاري؛ وهذه المحادثات ينبغي أن تبدأ".
وأحال الوزير الراغبين بالاطّلاع على تفاصيل هذه المفاوضات المقبلة إلى ممثّلة التجارة الخارجية الأميركية كاثرين تاي.
خطوة قد تستفز الصين
ومن شأن إبرام اتّفاق تجاري بين الولايات المتّحدة وتايوان أن يثير غضب الصين التي تعتبر الجزيرة، البالغ عدد سكّانها حوالي 23 مليون نسمة، جزءًا لا يتجزّأ من أراضيها؛ وقد توعّدت مرارًا باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.
ومنذ 75 عامًا يحكم تايوان نظام ديمقراطي لجأ إلى الجزيرة بعد سيطرة الشيوعيين على الحكم في الصين إبّان الحرب الأهلية الصينية.
العلاقات التجارية بين أميركا وتايوان
وردًا على سؤال حول تصريحات بلينكين، قال المتحدث باسم مكتب الممثل التجاري الأميركي: "تعتقد الولايات المتحدة أنه من المهم مواصلة تعزيز علاقتنا التجارية الثنائية مع تايوان".
لكنه أضاف: "ليس لدينا اجتماعات نعلن عنها في هذا الوقت".
وأكّد بلينكن الإثنين التزام الولايات المتّحدة بوجوب أن تمتلك تايوان الوسائل للدفاع عن نفسها، مضيفًا: "نحن نواصل لهذه الغاية توفير معدّات ومبيعات ضخمة لتايوان".
وتابع: "لدينا مخاوف حقيقية بشأن العدوان المتزايد الذي تبديه الحكومة في بكين تجاه تايوان".
بلينكن يعرب عن قلق بلاده من التصرفات الصينية العدائية تجاه #تايوان#الصين #أميركا https://t.co/zP5Zw6SrKs
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 12, 2021
وبعد أن شدّدت أخيرًا قبضتها على هونغ كونغ، زادت بكين من حدّة تحذيراتها لتايبيه، وكثّفت محاولاتها الرامية لمنع الملاحة في مضيق تايوان الذي يفصل بين الجزيرة والبرّ الصيني.
وقال متحدث باسم مكتب ممثل تايوان في واشنطن: "إننا نعمل على الدخول في مناقشات مع مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، التي نأمل أن تؤدي إلى تقدم في علاقتنا التجارية الثنائية".
وأوضحت بوني غلاسر، الخبيرة في شؤون تايوان في صندوق مارشال الألماني بالولايات المتحدة، أن تعليق بلينكن كان إشارة إلى أن واشنطن من المرجح أن تمضي قدمًا في استئناف محادثات مع تايوان التي لم تُعقد منذ إدارة أوباما.
يُذكر أن المحادثات التجارية بين الطرفين قد توقفت بعد أن ترك الرئيس الأسبق منصبه عام 2016، حيث ركز الممثل التجاري لخليفته دونالد ترمب على المحادثات التجارية مع الصين.
