اعتبر المبعوث الدولي إلى اليمن هانس غروندبرغ اليوم الأربعاء، أن الحرب في اليمن تدخل دورة جديدة من التصعيد، محذرًا من أنّ هذا البلد العربي "يزداد تفككه السياسي والعسكري والاقتصادي".
وقال غروندبرغ في جلسة مخصصة للأزمة اليمنية في مجلس الأمن الدولي: إنّ "اليمن يزداد تفككه السياسي والعسكري والاقتصادي حاليًا، ولا بد من تركيز الجهود على الوصول إلى مقاربة شاملة تضم الجميع لمعالجة الوضع وتحقيق تسوية مستدامة في هذا البلد".
وأوضح أنّ "عام 2022 بدأ بأوضاع مليئة بالتحديات، خاصة وأن التصعيد العسكري يتزايد وتقوم الأطراف بمضاعفة خياراتها العسكرية".
تزايد الهجمات في مختلف الجبهات
كما حذر غروندبرغ من أن "جماعة الحوثي عازمة على مواصلة الهجوم علي محافظة مأرب (وسط) في حين تجدد القتال في شبوة (جنوب شرق) مع زيادة في الضربات الجوية".
وقال: "ليس فحسب في الجبهات الأولى من القتال بل أيضًا في صنعاء وفي أماكن سكنية، إضافة إلى تزايد الهجمات على المملكة العربية السعودية وفي مدينة الحديدة اليمنية".
وأردف غروندبرغ: "يبدو أن الحرب في اليمن تدخل دورة جديدة من التصعيد تؤدي إلى أضرار كبيرة في صفوف المدنيين وتنال من آفاق السلام". وأعرب عن "قلقه إزاء احتجاز جماعة الحوثي سفينة ترفع علم الإمارات، منذ نحو أسبوع".
إشكالية إغلاق مطار صنعاء
وتابع غروندبرغ: "كما أشعر بالأسف لتواصل احتجاز عضوين أمميين (لم يسمهما) في صنعاء ومأرب"، مطالبًا "بإطلاق سراحهما والحصول على معلومات بشأنهما".
وحذر غروندبرغ من "مغبة تزايد القيود على حركة السلع والناس في عموم البلاد واستمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية، لا سيما مع استخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية".
وحمّل المسؤول الأممي "قادة اليمن والإقليم والقادة الدوليين مسؤولية معالجة هكذا أوضاع".
Grundberg to #UNSC: "Seven years down the road of war, the prevailing belief of all warring sides seems to be that inflicting sufficient harm on the other will force them into submission. However, there is no sustainable long-term solution to be found on the battlefield."
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) January 12, 2022
نزوح مستمر
وكان القائم بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية راميش راجاسينغهام قد كشف في الجلسة نفسها عن نزوح أكثر من 15 ألف يمني خلال ديسمبر/ كانون الأول الماضي في محافظات الجوف ومأرب وشبوة، جرّاء القتال على جبهات مختلفة في البلاد.
وأوضح راجاسينغهام أنّ "القتال العنيف المتواصل على طول عشرات الجبهات في اليمن أدى الشهر الماضي فقط إلى نزوح أكثر من 15 ألف شخص في محافظات الجوف ومأرب وشبوة".
وحذّر من "تجدد الأعمال العدائية في (محافظة) البيضاء، وتصاعد الضربات الجوية في صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد".
وتابع: "يستمر إبلاغنا بوقوع إصابات في صفوف المدنيين بمعدلات تنذر بالخطر، وفي ديسمبر قُتل أو أصيب 358 مدنيًا نتيجة مباشرة للأعمال العدائية".
وحث "جميع الأطراف على توخي الحرص المستمر لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية كما يقتضي القانون الدولي الإنساني".
كما حذّر راجاسينغهام من "مغبة تزايد القيود المفروضة على جهود تواجه الاستجابة الإنسانية في اليمن".
وأفاد بأن "تمويل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن العام الماضي بنسبة 58% فقط، يجعلها أقل نداء ممولًا لليمن منذ عام 2015".
وزاد قائلًا: "برنامج الغذاء العالمي أعلن الشهر الماضي عن خفض المساعدات الغذائية لثمانية ملايين شخص بسبب نقص التمويل".