يتسارع عدد الإصابات بفيروس كورونا في دول المغرب العربي، فيما يبدو أن المنطقة مقبلة على موجة ثالثة من تفشي الجائحة، وسط تفاوت الإجراءات الحكومية في هذه الدول لمواجهة الوباء.
وتواصل السلطات الصحية في تونس تسجيل أرقام قياسية للوفيات والإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد، في وقت تتحاشى فيه الحكومة إقرار حجر صحي شامل في البلاد.
وتشهد تونس موجة وبائية غير مسبوقة تتمثّل في انتشار واسع لمتحوّري "ألفا" و"دلتا" في كل الولايات.
وتبدو الحركة شبه عادية في تونس من فتح الأسواق والمطاعم والمقاهي، ما أثار موجة انتقادات حول غموض خطة الحكومة في مواجهة كورونا.
ولم يلتزم الكثيرون بقرار منع التنقّل الذي فرضته الحكومة نهاية الأسبوع، على الرغم من تسجيل 149 وفاة أمس الأحد، في أعلى حصيلة منذ انتشار الفيروس في البلاد.
ويوضح وزير الصحة التونسي السابق عبد اللطيف المكي، في حديث إلى "العربي"، أن هناك حاجة إلى إقرار إجراءات أكثر صرامة لمنع انتقال العدوى، وإلى توسيع طاقة المستشفيات لتقديم العلاج للمرضى في الوقت المناسب.
بدورها، لم تستجب السلطات للدعوة إلى إغلاق شامل، بسبب كلفته الاقتصادية.
ليبيا.. موجة ثالثة من الوباء
وفي ليبيا، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية إغلاقًا كاملًا، وشدّدت القيود على الأسواق لمجابهة الوباء، بعد تسجيل 2854 إصابة جديدة بالفيروس أمس الأحد.
وتواجه ليبيا الموجة الثالثة من فيروس كورونا وفقًا للمركز الوطني لمواجهة الأمراض، الذي أشار إلى أن ارتفاع أعداد الإصابات ناجم عن انتشار المتحور الهندي في دول الجوار.
ويقول هاشم بالخير، خبير إصلاح القطاع الصحي والاستشفائي، في حديث إلى "العربي": إن الوضع الوبائي تصاعدي ويشمل كل المناطق الليبية.
وإزاء هذه المخاطر، تتعالى الأصوات لتسريع عملية التلقيح التي تسير ببطء شديد نتيجة عدم توافر اللقاحات ذات الفاعلية ضدّ المتحور الهندي.
الجزائر.. إلزامية التلقيح
من جانبها، أقرّت الجزائر تمديد الحجر الصحي لمدة 21 يومًا في 14 ولاية لحصر العدوى. بينما تتسارع وتيرة التلقيح بعد تسجيل ارتفاع كبير في أعداد الإصابات التي وصلت إلى ألف إصابة يوميًا.
وتراهن الدولة على حملات التلقيح لتفادي الضغط على غرف الإنعاش وتقليل أعداد الوفيات.
ويشير بورحلة سيد علي، ممرض في احدى مستشفيات الجزائر، في حديث إلى "العربي"، إلى الإقبال الكثيف على التلقيح بعد ارتفاع عدد الإصابات في الجزائر.
وتُشير التقديرات الصحية إلى تفاقم الوضع الوبائي في حال تراخي المواطنين في تطبيق إجراءات الوقاية والإقبال على التلقيح، وسط تطمينات حكومية رسمية بنجاعة اللقاحات المتوفّرة في البلاد.
وتستعد الجزائر لاستقبال 4 ملايين جرعة من اللقاحات خلال الشهر الحالي، لتسريع وتيرة التلقيح في الولايات التي تشهد تصاعدًا في عدد الإصابات، بينما تتجه الحكومة إلى إلزامية التلقيح باعتباره حلًا للخروج من الأزمة.
ويشرح رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركاني بأن "التراخي" الموجود بين المواطنين في اعتماد الإجراءات الوقائية، إضافة إلى سرعة انتشار المتحور الهندي، أدى إلى تفاقم الأوضاع في البلاد.
ويوضح بركاني، في حديث إلى "العربي" من الجزائر، أن الحل الأسلم لمحاربة الوباء يكمن في اللقاحات.