قبل أيامٍ من الموعد المفترض لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، تعيش العاصمة الأميركية واشنطن حالة تأهّب غير مسبوقة، على وقع ارتفاع المخاوف الأمنية من أعمال عنف أو شغب يمكن أن تسبقها أو تتزامن معها.
ومع أنّ الأيام الفاصلة عن الموعد المقرّر لتنصيب بايدن الأربعاء المقبلة قليلة، إلا أنّها تبدو طويلة جدًا، في وقت تدفع القوات الأمنية والأجهزة الاستخباراتية بإجراءاتها المشدّدة إلى حدودها القصوى، وآخرها نشر أكثر من 20 ألف جندي من الحرس الوطني في واشنطن تحسّبًا.
ويعلّق مراقبون على المشهد الأميركيّ المتفاقم بالقول إنّ واشنطن، بكل ما لها من هيبة استقرار ووقار، باتت تجلس "مختبئة" خلف إجراءات مشددة ضمن مربع أمنيّ يمتد من الكونغرس حتى البيت الأبيض شاملاً كل المقار الرسمية.
انتشار آلاف الجنود في #واشنطن خوفا من أعمال عنف خلال مراسم تنصيب #جو_بايدن#للخبر_بقية pic.twitter.com/UjkT8MPyWY
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 15, 2021
التهديد الأول
برأي المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية غلين كارل، فإنّ ما يحصل على هذا المستوى ليس مُستغرَبًا، فالتهديدات الأمنية منطقية ولا بدّ من أخذها بعين الاعتبار، وإلا يمكن أن تتكرّر أحداث السادس من يناير/كانون الثاني التي لا تزال ترخي بثقلها على الأحداث.
ويشير كارل، في حديث إلى "التلفزيون العربي" ضمن برنامج "للخبر بقية"، إلى أنّ الأزمة التي لا يتمّ الحديث عنها غالبًا تكمن في أنّ مجتمع المخابرات الأميركية حدّد الأخطار التي تحدق بحياة الأميركيين وممتلكاتهم، وعلى رأسها "ميليشيات العرق البيض"، على حدّ تعبيره.
لكنّه يلفت إلى أنّ الجمهوريين يمنعون مكتب التحقيقات الفيدرالي من الاعتراف بذلك ويميلون عوضًا عن ذلك لاتهام "الإرهابيين الإسلاميين"، مشدّداً على أنّ هؤلاء يُعتبَرون تهديدًا بالفعل للولايات المتحدة، لكنّهم ليسوا التهديد الأول.
المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية غلين كارل: قد تتكرر أحداث العنف في #الكونغرس عند تنصيب #بايدن في حال لم تتاخذ الإجراءات الأمنية اللازمة.#للخبر_بقية @Naboumerhi pic.twitter.com/H60pjXq2XI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 16, 2021
تكبير حجم الخطر؟
في المقابل، يتحدّث الباحث في المركز العربي في واشنطن جو معكرون عن مسؤوليّة مشتركة على هذا الصعيد يتحمّلها الديمقراطيون والجمهوريون على حدّ سواء، مشدّدًا على أنّ الخطر الداخلي ليس بجديد.
ويرى معكرون، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ هناك تقصيرًا أمنيًّا كبيرًا حصل، وأدّى إلى الأحداث الأخيرة التي شهدها الكونغرس، لكنه يعرب عن اعتقاده بأنّ توقيت فتح تحقيق في أسباب الاقتحام ليس مناسبًا الآن.
ويوضح أنّ الأهمّ بالنسبة إلى الأميركيّين الآن، هو ضمان تنصيب بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، خصوصًا في ظلّ وجود مخاوف من اختراقات من مسؤولين فدراليين ومن أعضاء في الشرطة قد تكون خلف ما حصل.
وإذ يلفت إلى أنّ بعض الذين تحركوا في السادس من يناير الماضي كانت لديهم تجربة سابقة عسكرية أو أمنية، يتحدّث في الوقت نفسه عن محاولة لتكبير حجم الخطر الأمني لتفادي أي اختراق جديد يمكن أن يحصل.