يقضّ التعرّق الشديد ليلًا على البعض مضجعهم، إذ يفسد متعة نومهم ويثير قلقهم، ويترك فراشهم وملابسهم مبللة.
فإذا كان التعرّق بشكل مفرط عند ممارسة التمارين الرياضية أو استخدام حمامات الساونا أمرًا متوقعًا، يظل الاستيقاظ على هذه الحال عند منتصف الليل أمرًا مختلفًا تمامًا، بحسب ما يورد موقع "مؤسسة النوم" (Sleep foundation).
وفيما يعرّف الموقع التعرّق الليلي على أنه التعرّق الزائد عمّا يتطلبه الجسم لضبط درجة حرارته، يحذر من تداعياته على مستوى القلق وجودة النوم ورضا الشريك.
ما هي أسباب التعرّق الشديد أثناء النوم؟
يشرح اختصاصي الأمراض الصدرية والحساسية وأمراض النوم ابراهيم العقيل أن ظاهرة التعرّق الليلي قد تكون أسبابها طبيعية ترتبط بعدم ملاءمة أجواء الغرفة والملابس والأغطية المستخدمة في الفراش.
ويشير في حديث سابق إلى "العربي" من عمان، إلى نوع حميد من أنواع التعرّق الليلي مجهول السبب، ويُصيب 3% من الناس، يتم اكتشافه من خلال السيرة المرضية وإجراء الفحوصات، التي تأتي نتائجها بغالبيتها سلبية.
على الضفة الأخرى، يلفت العقيل إلى أن التعرق الشديد أثناء النوم قد يؤشّر إلى مشكلات صحية. وفيما يقول إن أنواعًا من الأمراض تسبب هذه الظاهرة، يورد الأمراض الالتهابية مثالًا، ولا سيما مرض السل أو التدرّن الرئوي.
ويوضح أن الإنفلونزا والتهابات أخرى قد تؤدي إلى هذا التعرّق المفرط، على غرار التهاب الشغاف أو ما يُسمى بصمامات القلب، وبعض الخرّاجات في جسم الإنسان، وبعض التهابات التيفوئيد أو البروسيلا.
والعقيل يتوقف أيضًا عند الأسباب المتعلّقة بعمليات الأيض والاختلالات الهرمونية، فيوضح أن أكثرها شيوعًا اختلال الهرمونات لدى النساء بعد انقطاع الطمث، ما يؤدي إلى حدوث هبّات ساخنة.
وفي السياق نفسه، يُدرج فرط إفراز الغدة الدرقية، ومثله في بعض الهرمونات التي يتم إنتاجها من الغدة الكظرية، على غرار الجرعات العالية من الأدرينالين في الدم الناتجة عن أورام في الغدة الكظرية.
ويردف بأن أورام الغدد الليمفاوية قد تسبب أيضًا هذا التعرق، الذي يكون مصحوبًا بأعراض أخرى.
وينبّه إلى أن أدوية خافضات الحرارة مثل الأسبيرين والباراسيتامول تؤدي بدورها إلى حدوث خلل في الغدة النخامية، التي تسيطر على درجات حرارة الجسم أثناء النوم.
من جهة أخرى، يقول العقيل إن مرضى السكري، ولا سيما أولئك الذين يتناولون دواء الأنسولين، قد يستيقظون مع عرق شديد نتيجة حدوث هبوط في السكر أثناء نومهم.
ويوضح أن انقطاع التنفس ليلًا يؤدي إلى نقص شديد في الأكسجين في الدم، ما يحفّز الجملة الودية ويؤدي إلى هذا التعرّق.
إلى ذلك، يعزو أخصائي أمراض النوم هذه الظاهرة إلى بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر، أو حدوث الكوابيس، التي تسبّب زيادة في إفراز الأدرينالين.
فيما يتعلق بالعلاجات، يذكّر بمقولة "إذا عُرف السبب بطل العجب"، لافتًا إلى أن علاج السبب المرضي يؤدي إلى إزالة الأعراض وبينها التعرّق الليلي.
استبدلوا البطانيات
يقدّم موقع "healthline" مجموعة من النصائح للتخفيف من التعرّق الليلي إن لم يتم ربطه بما يثير القلق؛ من بينها النوم في غرفة أكثر برودة وترك النوافذ مفتوحة إذا أمكن أو الاستعاضة عنها بمروحة.
وينصح بإجراء تعديلات في الفراش على غرار استبدال البطانيات الثقيلة بملاءات تسمح بمرور الهواء أو أخرى قابلة على امتصاص الرطوبة.
ويدعو إلى ضبط أوقات التمارين الرياضية، منبهًا إلى أن النشاط البدني قبل النوم مباشرة يمكن أن يؤدي إلى زيادة التعرق في الليل.
ويلفت إلى وجوب تجنّب مسبّبات التعرق، ومنها الأطعمة الغنية بالتوابل أو تدخين السجائر قبل النوم مباشرة.