الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"حالة طوارئ على الكوكب".. تهديد التلوث البلاستيكي يوازي أزمة المناخ

"حالة طوارئ على الكوكب".. تهديد التلوث البلاستيكي يوازي أزمة المناخ

شارك القصة

توقعت دراسات حديثة أنه بحلول عام 2050 من المرجح أن يتجاوز وزن البلاستيك وزن جميع الأسماك في كل محيط على الأرض (غيتي)
توقعت دراسات حديثة أنه بحلول عام 2050 من المرجح أن يتجاوز وزن البلاستيك وزن جميع الأسماك في كل محيط على الأرض (غيتي)
يتوقع أن تتضاعف انبعاثات البلاستيك في المحيطات وحدها ثلاث مرات بحلول عام 2040 تماشيًا مع تزايد إنتاج البلاستيك.

حذّر تقرير جديد من أن تهديد التلوث البلاستيكي في العالم يشكل "حالة طوارئ كوكبية" تساوي تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.

وحثت وكالة التحقيقات البيئية الدول على الموافقة على معاهدة للأمم المتحدة تلزمهم بأهداف ملزمة قانونًا لمكافحة النفايات البلاستيكية، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

التلوث البلاستيكي يفاقم تغيّر المناخ

وتقول الوكالة (EIA): "إن التلوث البلاستيكي يقوض صحتنا بشكل مباشر ويؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وتفاقم تغير المناخ ويخاطر بالتغيرات البيئية الضارة واسعة النطاق".

ويوجد البلاستيك في أعمق أجزاء المحيط وفي أعلى قمم الجبال وفي الأعضاء البشرية وفي الجزر النائية وغير المأهولة.

وقالت الوكالة: "إن الاتفاقيات متعددة الأطراف المخصصة لمعالجة فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ سارية منذ ما يقرب من 30 عامًا". ومع ذلك، لا يوجد مكافئ حاليًا لمعالجة التلوث البلاستيكي، الذي تعتبره الوكالة "أحد أكثر الملوثات البيئية انتشارًا وتدميرًا في الوجود".

وقال توم جاماج، ناشط في شؤون المحيطات في وكالة التحقيقات البيئية، وهي منظمة غير حكومية لها مكاتب في لندن وواشنطن العاصمة: "هناك ساعة موقوتة قاتلة تعد تنازليًا سريعًا".

إنتاج متزايد

ويتوقع أن تتضاعف انبعاثات البلاستيك في المحيطات وحدها ثلاث مرات بحلول عام 2040، تماشيًا مع تزايد إنتاج البلاستيك.

وفيما ولدت الطبيعة المرئية للتلوث البلاستيكي قلقًا عامًا كبيرًا، فإن الغالبية العظمى من تأثيرات التلوث البلاستيكي غير مرئية.

ويجمع التقرير الجديد بعنوان "ربط النقاط: التلوث البلاستيكي وحالة الطوارئ الكوكبية" البيانات العلمية الحديثة حول تأثير البلاستيك على المناخ والتنوع البيولوجي وصحة الإنسان والبيئة.

ويشير التقرير نقلاً عن دراسات سابقة إلى أنّه سيكون هناك ما يقدر بنحو 250 مليون طن من البلاستيك في المحيطات بحلول عام 2025. 

وبحلول عام 2040، قد يصل إلى ما يقرب من 700 مليون طن، وبحلول عام 2050 من المرجح أن يتجاوز وزن البلاستيك وزن جميع الأسماك في كل محيط على الأرض.

التلوث البلاستيكي "السام"

ويلقي التقرير باللوم في التلوث البلاستيكي "السام" على الإنتاج المفرط للبلاستيك البكر الذي تم تصنيعه حديثًا دون أي مواد معاد تدويرها.

وتعتبر المواد البلاستيكية البكر أقل صداقة للبيئة من البلاستيك المعاد تدويره، الذي يساعد على بناء "اقتصاد دائري" حيث يتم استخدام الموارد المادية مرارًا وتكرارًا لأطول فترة ممكنة.

ووصل إنتاج البلاستيك البكر واستهلاكه إلى مستويات غير مستدامة، تغذيها صناعة النفط والغاز التي تستثمر بكثافة في إنتاج البتروكيماويات، أي المنتجات الكيماوية التي يتم الحصول عليها من البترول عن طريق التكرير، وفقًا للتقرير.

ويطلق إنتاج البلاستيك حوالي 1.89 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل طن من البلاستيك البكر المنتج.

ويشكل التلوث السام الناجم عن البلاستيك تهديدًا في كل مرحلة من مراحل دورة حياته؛ من النقطة التي يصبح فيها البلاستيك مادة إلى اللحظة التي يترك فيها ليتحلل في البيئة، بحسب إدارة التحقيق البيئية.

وتقول الوكالة: "إن التلوث البلاستيكي ليس فقط قريبًا من تغير المناخ، ولكن الأول يغذي الأخير بشكل مباشر".

وجاء في التقرير، أنه إذا كانت دورة حياة البلاستيك بأكملها دولة "فستكون خامس أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة في العالم".

تهديد الحياة البريّة

كما تسلط الوكالة الضوء على التهديد الذي تتعرض له الحياة البرية على الأرض، حيث يمكن أن تتشابك الحيوانات في عبوات بلاستيكية أو تخطئ في استخدام البلاستيك طعامًا مما يؤدي إلى نتائج قاتلة.

وعلى سبيل المثال، تناول ما يقدر بنحو 25% من الدببة القطبية البلاستيك، وفقًا لدراسة أجريت عام 2021.

بشكل عام، يجادل التقرير بأن قضايا تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث البلاستيكي هي نتائج لظواهر مرتبطة ارتباطًا وثيقًا لأنها تشترك في نفس السبب.

خطر مباشر على الإنسان

وألقى "العربي" الضوء على دراسة جديدة تشير إلى أن الإنسان العادي يأكل 50 ألف جزئية من البلاستيك سنويًا.

وأوضحت المتخصصة في الصحة العامة وعلوم التنمية باميلا الهندي أن البلاستيك يضر جسم الإنسان عبر ثلاثة طرق، أولها عبر الانبعاثات الناجمة عن صناعة البلاستيك. كما يدخل البلاستيك إلى جسم الإنسان عند تناوله الطعام والمشروبات باستعمال الأواني البلاستيكية.

ويضر التلوث الناجم عن تلف البلاستيك بصحة الإنسان، بحسب الهندي، حيث يفاقم من الأمراض ولا سيما أمراض الجهاز التنفسي. وتقول الهندي: "إن الأم يمكن أن تنقل جزيئات البلاستيك إلى جنينها".

وأشارت هندي إلى أن العالم بدأ يتوجه إلى الصناعات الصديقة بالبيئة بسبب مضار البلاستيك، ما قد يبشر بانخفاض إنتاج البلاستيك مستقبلًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close