كشفت دراسة بريطانية حديثة عن عقار يمنع تكرار الإصابة بسرطان الثدي، الذي يُعدّ من أخطر السرطانات وأكثرها شيوعًا بخاصّة عند النساء وقد تؤدي إلى الوفاة.
وذكرت الدراسة، التي نشرتها مجلة "ذا نيو إنغلند جورنال أوف ميديسين" العلمية، أن عقار "بيمبروليزوماب" يقلّل مخاطر عودة الورم السرطاني بنسبة تصل إلى 37% لدى السيدات المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، مقارنة بالعلاج الكيميائي وحده.
والعقار الجديد هو علاج مناعي، متوفّر تحت اسم "كيترودا" (Keytruda)، وهو مضاد وحيد النسيلة مصمم لمساعدة جهاز المناعة في الجسم على التصدي للسرطان من خلال منع بروتين يعرف باسم "مستقبلات الموت المبرمجة" تستخدمه الأورام لتفادي الخلايا المكافحة للمرض. ويُستخدم لعلاج سرطان الرئة والجلد والغدد اللمفاوية.
كما أكد باحثون أن العقار قد يساعد أيضًا في طرد فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) من خلايا المناعة البشرية للمصابين بمرضي الإيدز والسرطان معًا.
الإصابة لم تتكرّر
وقامت جامعة "كوين ماري" في لندن بتجربة علمية شملت نحو 1174 مصابة بالسرطان من 21 دولة، وجميعهن في مرحلة مبكرة من الإصابة، أي أن السرطان لم ينتشر في أجسادهنّ بعد.
ومن بين 1174 مصابة اخترن عشوائيًا، خضعت 784 منهن للعلاج بـ "بيمبروليزوماب" إلى جانب العلاج الكيميائي قبل الجراحة وبعدها لإزالة الأورام، و390 منهنّ للعلاج الكيميائي ذاته ولكن مع دواء وهمي بدلًا من "بيمبروليزوماب".
ووجدت التجربة أن المرض لم يصب 84.5% من المريضات اللواتي تلقين "بيمبروليزوماب" مجدًدا بعد ثلاث سنوات على الأقل من الجراحة.
ودعت هيئات الصحة العامة في بريطانيا لإدراج الدواء على قائمة العلاجات الممكنة لسرطان الثدي في أقرب وقت.
وقال كبير الباحثين البروفيسور بيتر شميد، من جامعة كوين ماري بلندن: "لدينا الآن نتائج طويلة الأمد تظهر أن معدل الشفاء من هذه السرطانات يرتفع بشكل ملحوظ".
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعدّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء، مرجّحة أن ترتفع عدد الإصابات السنوية من 19.3 مليون إصابة جديدة في 2020، إلى حوالي 30 مليون حالة جديدة سنويًا بحلول عام 2040.