الجمعة 20 Sep / September 2024

بين "تجميد" الأسعار والفقراء.. مظاهرات في بريطانيا ضد غلاء المعيشة

بين "تجميد" الأسعار والفقراء.. مظاهرات في بريطانيا ضد غلاء المعيشة

شارك القصة

قراءة في قرار بريطانيا رفع نسبة الفائدة بديسمبر مع المحلل الاقتصادي مصطفى البزركان (الصورة: غيتي)
شارك الزعيم السابق للحزب العمالي جيريمي كوربن في التظاهرات التي جرت بدعوة من حركة "جمعية الشعب" المناهضة للتقشف والمدعومة من عدة نقابات.

خرجت مظاهرات في عشرات البلدات والمدن بجميع أنحاء المملكة المتحدة، اليوم السبت، احتجاجًا على ارتفاع كلفة المعيشة وتأثير هذه الأزمة المتصاعدة على الأسر الأقل دخلًا.

وفي التفاصيل، فقد شارك المئات من البريطانيين بمظاهرات نظمتها حركة "جمعية الشعب" People’s Assembly وهي منظمة مناهضة للتقشف وبدعم من النقابات العمالية، في 25 بلدة ومدينة على الأقل، من لندن إلى غلاسكو إلى بانجور.

ففي العاصمة لندن، سار المحتجون خلف لافتة سوداء تدعو إلى "خفض فاتورة الطاقة" فيما دعت لافتة أخرى إلى "تجميد الأسعار وليس الفقراء" في إشارة إلى ارتفاع كلفة الطاقة التي ترغم العائلات المتدنية الدخل على عدم تدفئة منازلها.

كما طالبت لافتات برحيل رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون، رافعة شعار "المحافظون اخرجوا"، بمشاركة الزعيم السابق للحزب العمالي جيريمي كوربن. 

ورفعت مظاهرة في غلاسكو لافتة كتب عليها "ربما لو ادخرت من ثمن النبيذ والجبن، لكان هذا ساعدني في إبقاء مصابيحي مشعلة"، في إشارة إلى الحفلات التي أقيمت في مقرّ رئاسة الوزراء رغم القيود الصحية المفروضة لمكافحة كوفيد-19، والتي أثارت فضيحة وأدت إلى تدني شعبية رئيس الحكومة.

وكتبت السكرتيرة الوطنية لـ"جمعية الشعب" لورا بيكوك على تويتر أن "الطبقات العمالية ينبغي ألا تدفع ثمن أزمة لم تكن من تسبب بها".

بدوره، حذّر اتحاد النقابات البريطاني TUC يوم الإثنين الفائت، من أن العمال ذوي الدخل المنخفض يواجهون "فترة صعبة للغاية" بسبب ارتفاع كلفة المعيشة. 

وأكّد الاتحاد في تقرير أن عدد العمّال المستفيدين من "الائتمان الشامل" في بريطانيا، المخصص للعاطلين عن العمل أو ذوي الأجور المتدنية، ارتفع بـ1,3 مليون شخص مقارنة بما كان عليه العدد قبل جائحة كوفيد-19.

وتُظهر دراسة لاتحاد النقابات البريطاني أُجريت على نحو 2200 عامل أن 12,5% منهم يقولون إنهم سيواجهون صعوبات في تأمين حاجاتهم. 

ووفق "الغارديان" تأتي الاحتجاجات في الوقت الذي قفز فيه التضخم في المملكة المتحدة إلى 5.4% في ديسمبر/ كانون الأول، وهو أعلى معدل منذ ما يقرب من 30 عامًا. 

كما حذّر بنك انكلترا بأن التضخم قد يرتفع إلى 7.25% بحلول أبريل/ نيسان، ومن غير المرجّح أن يعود إلى مستوياته الاعتيادية قبل عامين. 

وأقدم البنك المركزي البريطاني في ديسمبر، على رفع أسعار الفائدة من مستوى منخفض إلى آخر قياسي يبلغ ربع نقطة مئوية لمواجهة التضخم المتصاعد ومحاربة الغلاء المتزايد الناجم عن ارتفاع تكاليف الطاقة ونقص العمالة، في زيادة هي الأولى منذ بداية جائحة كوفيد-19.

بينما يرى المراقبون أن هذه العلامات ما هي إلا دلالات على إنهاء سياسات التيسير النقدي لمكافحة تداعيات كورونا، فمن لندن تحدث المحلل الاقتصادي مصطفى البزركان لـ"العربي" حينها قائلًا أن الخطوة البريطانية "جاءت مفاجئة على الرغم من قلة النسبة التي رفعتها" إلا أنها لم تكن غريبة كون المملكة المتحدة لا تعاني فقط من كورونا بل أيضًا من خروجها من الاتحاد الأوروبي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close