Skip to main content

الحرب في يومها الثالث.. تقدم روسي نحو كييف ودعم عسكري غربي لأوكرانيا

الأحد 27 فبراير 2022

استمرت الحرب الروسية على أوكرانيا في يومها الثالث، بعد فشل جهود المفاوضات للوصول إلى حل ينهي الصراع بين البلدين.

وأمرت روسيا، السبت، قوّاتها بالتقدّم "من كافة الاتجاهات" في أوكرانيا، بينما فرضت كييف حظرًا شاملًا للتجوّل بعد معارك في العاصمة كييف، أُجبر خلالها الجنود الروس على التراجع.

وأعلن مسؤولون أوكرانيون مقتل 198 مدنيًا، بينهم ثلاثة أطفال، فيما هزّت أصوات الانفجارات كييف التي اختبأ سكانها في أنفاق المترو والأقبية.

وأعلنت موسكو أنها أطلقت صواريخ كروز على أهداف عسكرية وأنها "ستوسّع الهجوم من كافة الاتجاهات"، بعدما اتّهمت أوكرانيا بـ"رفض" إجراء مفاوضات.

"لن نستسلم"

لكن في اليوم الثالث من الغزو الروسي، تعهّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن بلده لن يستسلم أمام الكرملين، بينما أشارت واشنطن إلى أن القوة الغازية "تفتقر للزخم".

وأعلن الجيش الأوكراني أنه صدّ هجوما على العاصمة حيث يقاتل "مجموعات تخريبية" روسية تسللت إلى المدينة.

وقال زيلينسكي في تسجيل مصوّر: "سنفعل ونقول شيئًا واحدًا فقط: سنقاتل إلى أن نحرر بلدنا".

وأشار في وقت سابق إلى أن أوكرانيا أخرجت خطة روسية للإطاحة به "عن مسارها"، وحضّ الروس على الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب.

"إحباط روسي"

ويقدّر البنتاغون بأن نصف القوة الغازية التي حشدتها روسيا عند حدود أوكرانيا في الشهور الأخيرة باتت داخل البلاد.

لكن مسؤولًا رفيعًا في وزارة الدفاع الأميركية قال: "لدينا مؤشرات على أن الروس محبطون بشكل متزايد بسبب افتقارهم للزخم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية".

وأشار إلى أن الجيش الروسي لم يكتسب تفوقًا جويًا على البلاد.

وأمر بوتين بغزو واسع النطاق، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنه أجبر حوالي 116 ألف شخص على الفرار إلى دول مجاورة.

مساعدات إنسانية

ويقدّر أن عشرات الآلاف غيرهم نزحوا داخل أوكرانيا، حيث انتقل كثيرون إلى المناطق الأقل تأثّرًا غرب البلاد.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت خلال مكالمة هاتفية مع زيلينسكي "عزم الأمم المتحدة على تعزيز المساعدة الإنسانية للشعب الأوكراني".

وأعلن وزير الصحة الأوكراني فكتور لياشكو مقتل 198 مدنيًا، بينهم ثلاثة أطفال، في النزاع وإصابة 1115 بجروح.

وفي كييف، اختبأ السكان في محطات المترو والأقبية والسراديب، فيما أعلن زيلينسكي أن طفلة ولدت على متن مترو، وهو أمر يعكس بالنسبة إليه أن "لا فرصة للعدو" للانتصار.

ووصل آلاف اللاجئين إلى مدينة برزيميسل البولندية الحدودية بالقطارات.

اجتماع مجلس الأمن

بدورها، طلبت الولايات المتحدة وألبانيا عقد اجتماع لمجلس الأمن الأحد بهدف تبني قرار يطالب بـ"دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى دورة خاصة" الإثنين تخصص للنزاع بين روسيا وأوكرانيا، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية، لوكالة فرانس برس.

ونادرًا ما يتم اللجوء إلى هذه الآلية التي نصت عليها نظم الأمم المتحدة، علمًا أنها لا تشمل إمكان لجوء أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن إلى حق النقض.

كما سيعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعًا عبر الفيديو الأحد لمناقشة دعم التكتل لأوكرانيا.

مساعدات عسكرية

وشكر زيلينسكي في وقت سابق، "شركاء" بلاده على إرسال أسلحة ومعدات بما في ذلك بريطانيا ودول في شرق أوروبا، بينما أعلنت واشنطن عن مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 350 مليون دولار.

وفي تحوّل لافت، أعلنت برلين أنها سترسل إلى كييف ألف سلاح مضاد للدبابات وصواريخ "ستينغر"، في تراجع عن سياستها التاريخية القائمة على عدم تصدير أسلحة إلى مناطق نزاعات.

كما أعلنت ألمانيا أنها تعمل على الحد من قدرة روسيا على الوصول إلى نظام "سويفت" للتحويلات المالية، وهو أمر سيؤثر على التجارة بين روسيا ومعظم دول العالم، رغم مقاومتها الخطوة في وقت سابق خوفًا من إمكانية قطع روسيا إمدادات الغاز.

وعلّق زيلينسكي على التحرّكات الألمانية بالقول: "استمروا على هذا النحو".

لكن الكرملين قلل حتى الآن من أهمية العقوبات، بما في ذلك تلك التي تستهدف بوتين شخصيًا، معتبرًا أنها مؤشر على عجز الغرب.

استهداف كييف

وفي الساعات الأولى من فجر السبت، سُمع في كييف أصوات انفجارات متقطّعة تعود لمدفعية وصواريخ "غراد" أطلقت في منطقة شمال غرب مركز المدينة. كما سُمعت أصوات انفجارات قوية وسط العاصمة.

وأفادت أجهزة الطوارئ أن مجمّعا يضم مباني سكنية عالية تعرّض للقصف خلال الليل، ونشرت صورة تظهر فجوة بحجم خمسة طوابق في جانب المبنى.

وذكر رئيس بلدية كييف فيتلاي كليتشكو أن المبنى تعرّض لضربة صاروخية.

وقال كليتشكو: إن "العدو يحاول اقتحام المدينة، خصوصًا من غوستوميل في جيتومير حيث تم تحييد المعتدين"، في إشارة إلى منطقتين شمال غرب وغرب المدينة.

وقال: "الآن للأسف، هناك مجموعات تخريبية في كييف، ووقعت عدة اشتباكات".

وشوهدت دبابات للجيش الأوكراني تجول في معظم أجزاء المدينة حيث خلت الشوارع من المارة وخيّم الصمت الذي خرقته صفارات الإنذار.

وأعلنت سلطات المدينة أنها ستشدد حظر التجوّل المفروض، "وسيتم اعتبار أي شخص يشاهد في الشوارع بعد الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي من يوم السبت، من أعضاء مجموعات العدو التخريبية والتجسسية". وسيتواصل حظر التجوّل حتى الساعة الثامنة من صباح الإثنين.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة