الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

فوضى الحدود الأوكرانية.. اختفاء أطفال وتقارير عن إتجار بالنساء

فوضى الحدود الأوكرانية.. اختفاء أطفال وتقارير عن إتجار بالنساء

شارك القصة

تقرير عن الوضع الإنساني الصعب للاجئين الأوكرانيين المتوافدين إلى بولندا (الصورة: غيتي)
يتم الإبلاغ عن حالات متزايدة من الإتجار بالبشر والاستغلال على الحدود الأوكرانية، تزامنًا مع وصول عدد اللاجئين الهاربين من الحرب إلى أكثر من 2.5 مليون.

يومًا بعد يوم، يتم الإبلاغ عن المزيد من حالات الإتجار بالبشر على طول الحدود الأوكرانية مع البلدان المجاورة، وسط تقارير عن حالة فوضى نتيجة أزمة اللجوء الكبيرة الناجمة عن الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

فقد كشفت جمعيات خيرية وجماعات حقوقية تعمل في البلدان المجاورة لاستقبال اللاجئين، أنهم وثقوا حالات تهريب، واختفاء أطفال، وابتزاز واستغلال، مع عبور أكثر من 2.5 مليون شخص هربًا من العنف المتصاعد في بلدانهم.

اختفاء أطفال واستغلال للنساء

ووفق "الغارديان"، قالت كارولينا ويرزبينسكا منسقة من منظمة "هومو فابر" لحقوق الإنسان ومقرها في لوبلين ببولند التي تستقبل الجزء الأكبر من الفارين: إن المؤسسة الخيرية شهدت على حالات لأطفال أرسلوا بمفردهم من قبل آباء يائسين لمقابلة أقاربهم أو أصدقائهم عبر الحدود الأوكرانية حيث وصل بعضهم دون أن يقابلهم أحد فظلوا دون مرافقة.

وتردف: "من الواضح أن هذا أمر محزن للغاية بالنسبة للأطفال ويؤدي إلى تجولهم حول المحطة بمفردهم، مشوشين، وفي أسوأ الحالات يختفون تمامًا".

وأكّدت أنه "لسوء الحظ ليست هذه الحالات افتراضية بل حدثت بالفعل"، وقالت إنهم تلقوا تقارير من العاملين على الأرض تشير إلى وجود حالات تصنف بخانة الإتجار بحق النساء.

وفي التفاصيل، "عرض على نساء العمل في بولندا ليجدن أن مكان العمل غير شرعي، وصاحب العمل يسيء معاملتهن، ويرفض دفع رواتبهن في الوقت. كما أن هناك حالات ابتزاز بالوثائق الشخصية أو المال".

وتعمل Homo Faber في جميع نقاط العبور الحدودية البولندية الأربعة للتخفيف من هذه المخاطر الإنسانية، وأنشأت خطًا ساخنًا لطلب المساعدة من قبل اللاجئين يعمل على مدار الساعة، ويديره متطوعون يتحدثون الأوكرانية ومدربين لدعم النساء والأطفال الذين يعبرون الحدود.

كذلك قالت ويرزبينسكا للصحيفة البريطانية: "نشعر بقوة أن المعلومات يجب أن تصل إلى النساء قبل عبورهن إلى بولندا. إنهم أشخاص يتعاملون مع صدمة خطيرة. فكمية المعلومات المتضاربة والقرارات التي يجب اتخاذها يمكن يكون مرهقًا جدًا وفوق قدراتهن.. فكلما تم إبلاغهن بالوضع الذي ينتظرهن في بولندا أبكر، زاد الوقت المتاح لهن لمعالجة وفهم مجرى الأمور".

مخاوف من "مقدمي" المساعدات

وبحسب تقرير "الغارديان"، فهناك في كل محطة قطار تقريبًا بالقرب من المعابر الحدودية، حشود من الناس، غالبًا من الرجال، يحملون لافتات تعرض نقل اللاجئين إلى وجهات في جميع أنحاء أوروبا.

في هذا السياق، تؤكّد ويرزبينسكا أنه من المستحيل التحقق من كل شخص يعرض نقل اللاجئين إلى الأصدقاء أو العائلة قبل أن يقوموا بالفعل بنقلهم.

لكنها تعتقد من جهة أخرى أن "90% من هؤلاء الرجال لديهم نوايا حسنة ويريدون فعلًا تقديم المساعدة الحقيقية".

ومع ذلك، تحذّر المسؤولة من أن الوضع في حد ذاته "فوضوي للغاية"، وقد يكون مخيفًا في بعض الأحيان، لذلك "لا يمكننا أن نستبعد أن تكون نسبة ضئيلة من هؤلاء الذين يعرضون المساعدة، مجرمين، ينتظرون الاستفادة من النساء المستضعفات".

من جهة ثانية، تذكر "الغارديان" أن حرس الحدود البولندي يساعد في توزيع منشورات المنظمات التحذيرية، التي توضح بالتفصيل كيفية الحفاظ على سلامة المستندات الشخصية، وكيفية الاستعداد للسفر عبر محطات القطار المزدحمة مع الأطفال وماذا يجب فعله إذا عرض شخص ما توصيلة إلى مكان ما ولكنه غيّر وجهته أثناء الرحلة.

أما عند معبر الحدود السلوفاكية فيقول متطوعون: من الناحية النظرية يجب على الأشخاص الذين يعرضون مساعدة اللاجئين عبر نقلهم تقديم بطاقات الهوية وأرقام السيارات عند الوصول قبل السماح لهم بأخذ أي شخص من الحدود.

لكنهم يعترفون أيضًا أنه كان من المستحيل التدقيق بشكل كامل في كل حالة، نظرًا للتدفق الكبير للاجئين ومشاهد الازدحام غير المسبوقة.

وتتحدث في هذا السياق مونيكا مولناروفا، من فريق مكافحة الإتجار بالبشر في كاريتاس - سلوفاكيا، إلى أن الوحدة الوطنية في سلوفاكيا لمكافحة الإتجار بالبشر تعمل على الحدود بشكل مستمر وتدخلت عدة مرات لحماية نساء وأطفال في حالات مشتبه فيها.

وأفادت وكالة الأنباء البولندية يوم الثلاثاء الفائت، أنه بسبب مخاوف من عصابات الإتجار بالبشر، أدخلت الحكومة البولندية تعديلات على مشروع القانون الذي تم إقراره حديثًا والذي يسهل استقبال الأوكرانيين.

وتم تعديل الحد الأدنى لعقوبة الإتجار بالبشر من ثلاث إلى 10 سنوات، مع رفع العقوبة القصوى للاتجار الجنسي بالأطفال من السجن 10 إلى 25 سنة.

اليونيسف ترحب وتحذّر

أما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فصرّحت إنه بينما تحيّي قرار الحكومة البولندية بفتح الحدود بشكل كامل أمام اللاجئين الأوكرانيين، "إلا أن هذا القرار يمثل أيضًا تحديات" فيما يتعلق بحماية الأطفال الذين تجاوز عددهم المليون لاجئ.

فعادة ما تقوم الأمم المتحدة بتسجيل اللاجئين على الحدود وتحديد الأشخاص المستضعفين مثل الأطفال غير المصحوبين بذويهم.

لكن بحسب المنظمة يختلف الوضع الآن "بسبب الحجم الهائل للأعداد القادمة، وحقيقة أن الحدود مفتوحة بشكل كامل.. مما يصعب للغاية تحديد الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم".

وقال جو إنغلش المتحدث باسم اليونيسف: إن الوكالة تعمل على إنشاء نظام "النقطة الزرقاء" لتحديد وتعميم الأماكن الآمنة للأطفال في سبع دول تستقبل لاجئين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close