الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"فوضى سيبرانية".. متطوعون ينخرطون في حرب إلكترونية بين روسيا وأوكرانيا

"فوضى سيبرانية".. متطوعون ينخرطون في حرب إلكترونية بين روسيا وأوكرانيا

شارك القصة

يناقش برنامج "تقدير موقف" تطورات وتداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا وسيناريوهات المواجهة بين روسيا والغرب (الصورة: غيتي)
تقدر السلطات الأوكرانية أن حوالي 400 ألف متسلل متعدد الجنسيات تطوعوا لمساعدة أوكرانيا لصد الهجمات الإلكترونية في المعركة الافتراضية مع روسيا.

مع استمرار الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، تتصاعد الحرب الإلكترونية المتعلقة بهذا الصراع مع دخول متطوعين رقميين من جميع أنحاء العالم في المعركة الافتراضية المفتوحة.

ووفقًا لفرع الأبحاث في شركة "تشيك بوينت سوفتوير تكنولوجيز"، فإن عدد الهجمات الإلكترونية التي يشنها كلا البلدين بشكل مباشر أو بالوكالة منذ اندلاع الحرب؛ "مذهل". 

وقال لوتيم فينكلستين، رئيس استخبارات التهديدات في الشركة: "لأول مرة في التاريخ يمكن لأي شخص الانضمام إلى حرب". وأضاف: "نحن نرى المجتمع الإلكتروني بأكمله متورطًا، حيث اتخذ العديد من المجموعات والأفراد جانبًا، إمّا مع روسيا أو مع أوكرانيا". وقال: "هناك الكثير من الفوضى السيبرانية".

انتفاضة إلكترونية

وفي الأيام الثلاثة الأولى التي أعقبت الهجوم على أوكرانيا، زادت الهجمات الإلكترونية ضد القطاعات العسكرية والحكومية الأوكرانية بنسبة 196%، وفقًا للشركة. كما أنها زادت بشكل متواضع مقابل المنظمات الروسية (4%) والأوكرانية (0.2%)، بينما انخفضت في الوقت نفسه في معظم أنحاء العالم الأخرى، وفقًا لبيانات الشركة، التي عرضتها شبكة "سي أن بي سي نيوز".

ومنذ ذلك الحين، تقدر السلطات الأوكرانية أن حوالي 400 ألف متسلل متعدد الجنسيات تطوعوا لمساعدة أوكرانيا، كما قال يوفال وولمان، رئيس شركة الأمن السيبراني "سيبير بروف" والمدير العام السابق لوزارة المخابرات الإسرائيلية.

وقال: "تسبب المتطوعون على مستوى القاعدة الشعبية في اضطراب واسع النطاق - كتبوا على الجدران رسائل مناهضة للحرب على وسائل الإعلام الروسية وتسريب البيانات من عمليات القرصنة المتنافسة". وأضاف: "لم نشهد أبدًا هذا المستوى من المشاركة من قبل جهات خارجية لا علاقة لها بالنزاع".

وبعد ثلاثة أسابيع، تستمر أوكرانيا في تحمل وابل من الهجمات عبر الإنترنت، يستهدف معظمها حكومتها وجيشها، وفقًا لبيانات في "تشيك بوينت سوفتوير تكنولوجيز".

ونفت موسكو باستمرار أنها تشارك في حرب إلكترونية أو تدعمها. وفي 19 فبراير/ شباط، قالت السفارة الروسية في واشنطن عبر تويتر: "إنها لم تقم مطلقًا ولا تقوم بأي عمليات خبيثة في الفضاء الإلكتروني".

وقال فينكلشتاين: "إن بيانات الشركة تظهر أن الهجمات على روسيا انخفضت خلال الإطار الزمني نفسه". وقال: "إنه قد تكون هناك عدة أسباب لذلك، من بينها الجهود الروسية للحد من ظهور الهجمات أو زيادة الأمن للدفاع ضدها".

جيش أوكرانيا التقني

وكهدف قديم للهجمات الإلكترونية الروسية المشتبه بها، ترحب أوكرانيا على ما يبدو بالمساعدة الرقمية.

وبناءً على طلب نشره الوزير الرقمي الأوكراني ميخايلو فيدوروف عبر تويتر، انضم حوالي 308000 شخص إلى مجموعة "تليغرام" المعروفة باسم "جيش تكنولوجيا المعلومات في أوكرانيا".

وقال أحد أعضاء المجموعة، جينادي غالانتر، المؤسس المشارك لشركة تكنولوجيا المعلومات "بروفيكتوس": "إن المجموعة تركز على تعطيل المواقع الروسية ومنع التضليل وإيصال معلومات دقيقة إلى المواطنين الروس". وأضاف غالانتر: "إن لديه مشاعر مختلطة بشأن المشاركة".

وأحد الأساليب التي تستخدمها المجموعة هو توزيع هجمات رفض الخدمة، والتي تحاول جعل المواقع المستهدفة غير قابلة للوصول من خلال إغراقها بحركة المرور عبر الإنترنت.

اعتبرها غالانتر، الذي فرّ من الاتحاد السوفييتي عام 1991 وزوجته روسية، "أعمال شغب"، ولكن في الوقت نفسه، أفاد بأنه يشعر بأنه مضطر للمساعدة في القيام بدوره في "إيصال الحقيقة وإنكار الأكاذيب".

ويتخوف غالانتر من أن تكون الجهود الحالية غير كافية بمواجهة القدرات الإلكترونية الروسية، ومن احتمال رفض جهود المجموعة باعتبارها دعاية أوكرانية أو غربية أو وصفها بأنها آلة تضليل من النوع الذي يزعم أنه يقاتل ضده.

انتقام موسكو

وبحسب "سي أن بي سي نيوز"، فمن المتوقع على نطاق واسع أن موسكو وأنصارها سوف ينتقمون من البلدان التي تقف إلى جانب أوكرانيا، وربما من القائمة المتزايدة للبنوك والشركات التي تنسحب من البلاد.

ويحذر الخبراء من أن الرد المتبادل قد يؤدي إلى "حرب إلكترونية عالمية" بين روسيا والغرب.

ويُعتقد أن روسيا كانت وراء العديد من الهجمات الرقمية ضد أوكرانيا في الأسابيع التي سبقت الهجوم، ولكن منذ ذلك الحين أظهرت روسيا ضبط النفس، "على الأقل في الوقت الحالي"، وفقًا لما ذكره وولمان، رئيس شركة الأمن السيبراني "سيبير بروف".

ومع ذلك، فإن التقارير التي تتحدث عن الغضب المتزايد داخل الكرملين بشأن العقوبات الجديدة، والتي تفاقمت بفعل الإخفاقات العسكرية الروسية في أوكرانيا؛ قد تجعل الحرب الإلكترونية واحدة من "الأدوات" القليلة المتبقية في كتاب قواعد اللعبة الذي وضعه بوتين، على حد قوله.

ويعتقد أن الرد السيبراني سيكون الإجراء الروسي المضاد الأكثر ترجيحًا.

عمليات تجسس ضد أوكرانيا

وكشفت "غوغل" المملوكة لشركة "ألفابت" الأسبوع الماضي، أن قراصنة إنترنت روسًا معروفين لدى خبراء أمن الإنترنت منخرطون في عمليات تجسس، يشنون هجمات إلكترونية على أهداف أوكرانية وأخرى تابعة لحلفاء أوروبيين لأوكرانيا.

وقالت مجموعة تحليل التهديدات التابعة لشركة "غوغل"، والتي تركز على التصدي لعمليات القرصنة الإلكترونية وتحذر المستخدمين بشأنها، الإثنين الفائت: إنّ "وحدة التسلل الروسية "فانسي بير" والمعروفة أيضًا باسم "إيه.بي.تي28" ترسل رسائل بريد إلكتروني زائفة لشركة أوكرنت الإعلامية الأوكرانية".

وحسب "غوغل" فإن الهدف من إرسال رسائل بريد إلكتروني زائفة هو سرقة بيانات دخول المستخدمين كي يستطيع القراصنة استهداف أجهزة كمبيوتر وحسابات على الإنترنت.

صراعات أخرى

ويمكن للحرب الأوكرانية الروسية أن تؤجج نزاعات إقليمية أخرى طويلة الأمد. فقد أعلنت شركتان تكنولوجيتان تايوانيتان ناشئتان هما "أوتوبوليتيك" و "كيو سيرتش"، الأسبوع الماضي عن تقديم مساعدة تقنية مجانية لأوكرانيا و"النشطاء الأوكرانيين على الإنترنت في جميع أنحاء العالم" لمواجهة الدعاية الروسية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال روجر دو، مؤسس "أوتو بوليتيك"، عبر بيان صحفي: "لكوني تايوانيًا عاش في ظل دعاية مستمرة وتهديدات بالهجوم من جيراننا القريبين، أشعر بعلاقة خاصة مع الأوكرانيين وغضب تجاه غزاتهم".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close