لا يزال قرار حركة طالبان التي عادت لحكم أفغانستان، حول إغلاق الثانويات في وجه الفتيات قبل أيام، يلاقي انتقادات دولية، إذ أعرب المبعوث الأميركي الخاص توماس ويست خلال مؤتمر في الدوحة السبت عن أمله في أن تتراجع حركة طالبان عن قرار حظر تعليم الفتيات خلال أيام.
وقال ويست خلال منتدى الدوحة، الذي انطلقت أعمال نسخته العشرين، السبت، وتستمر يومين: "لقد فوجئت بهذا التحول يوم الأربعاء الماضي. أعتقد أنكم رأيتم العالم يتفاعل ويدين. هذا خرق أولًا وقبل كل شيء لثقة الشعب الأفغاني".
وإذ اعتبر أنّ "الأمل لم يضع"، أضاف: "لقد تحدثت إلى الكثير من الأفغان هنا الذين يؤمنون بذلك أيضًا، وآمل أن نرى تراجعًا عن هذا القرار في الأيام المقبلة".
وتظاهرت حوالي 20 امرأة وفتاة، في وقت سابق اليوم السبت، في كابل وهن يهتفن "افتحوا المدارس! عدالة عدالة!"، احتجاجًا على قرار طالبان إغلاق الثانويات في وجه الفتيات.
ومنذ أن استولت طالبان على السلطة في أفغانستان في منتصف آب/ أغسطس الفائت وانسحاب الولايات المتحدة أواخر الشهر المذكور، ضيقت الحركة على الفتيات ومنعتهن من ارتياد المدارس الثانوية.
لكنّ الحركة سمحت بإعادة فتحها الأربعاء الماضي، في قرار ما لبثت أن تراجعت عنه في اليوم نفسه، من دون أن توضح أسباب هذا التضارب في القرارات.
وخلال الأشهر السبعة التي قضتها في الحكم، فرضت طالبان قيودًا كثيرة على النساء، إذ منعتهن من مزاولة العديد من الوظائف الحكومية وأجبرتهن على ارتداء أزياء محددة ومنعت انتقالهن من مدينة إلى أخرى من دون مَحرم.
مناشدات لعدول طالبان عن قرارها
والخميس، ناشدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا والنرويج في بيان مشترك حركة طالبان "العودة" عن قرار إغلاق مدارس البنات الثانوية.
وأعلن مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة ألغت يوم أمس الجمعة، محادثات كانت مقررة في العاصمة القطرية الدوحة، مع طالبان بعد أن أغلقت الحركة المدارس.
وجاء قرار طالبان إبقاء مدارس الفتيات مغلقة بعد اجتماع عقده مسؤولون كبار في وقت متأخر، الثلاثاء الماضي، في مدينة قندهار جنوب البلاد التي تمثل مركز القوة الفعلي للحركة ومعقلًا للمحافظين.
كما أتى بعد شهور على العمل الذي قام به المجتمع الدولي لمعالجة مسألة دعم رواتب المعلمين، وبعيد عودة الفتيات الصغيرات الأفغانيات إلى المدرسة للمرة الأولى منذ سبعة أشهر.
ومن المقرر أن يشارك وزير خارجية حركة طالبان أمير خان متقي في جلسة في "منتدى الدوحة" في يومه الثاني والأخير غدًا الأحد.
وفي هذا السياق، قال رئيس مكتب طالبان في الدوحة سهيل شاهين في تصريح مكتوب: "سياستنا ليست ضد تعليم الفتيات، ولكن بناءً على اتصالي بالسلطات المختصة، هناك بعض القضايا العملية التي يجب حلها في البداية. لسوء الحظ، لم يتم حلها قبل الموعد النهائي المحدد لفتح مدارس الفتيات".
ولطالما سعت طالبان منذ وصولها للسلطة، لأن تكسب الاعتراف الدولي، ولا سيما بحكومتها المؤقتة التي شكلتها لاحقًا، لكنها تبدي تمسكًا ببعض الإجراءات التي تقيد حرية المرأة، وهذا ما يثير قلق الغرب، إذ جعلت الأسرة الدولية من الحق في التعليم للجميع بندًا أساسيًا في المفاوضات حول تقديم المساعدة لأفغانستان والاعتراف بنظام طالبان، في وقت يعاني البلد من أزمة مالية خطيرة ووضع إنساني كارثي.
وإلى الآن تفرض الحركة مجموعة قيود على النساء، حيث تم استبعادهن من العديد من الوظائف الحكومية، مع مراقبة لباسهن ومنعهن من مغادرة مدنهن بمفردهن.
كما اعتقلت الحركة العديد من الناشطات اللواتي تظاهرن من أجل حقوق النساء في العاصمة كابل.
وكل هذه الإجراءات من طرف طاليان، تقف حجر عثرة أمام الأموال الأفغانية في الخارج المجمدة، على الرغم من أن المساعدة الدولية التي كانت تمول حوالي 75% من الميزانية الأفغانية، بدأت تعود ببطء إلى البلد بعدما أوقفت تمامًا.