تمتلك روسيا خامس أكبر معروض من الذهب في العالم، حيث يوجد أكثر من 2300 طن من الذهب مخزنة في خزائن بنك روسيا في موسكو وسان بطرسبرغ.
لكن يمكن بيع إمدادات روسيا من الذهب البالغة 140 مليار دولار بأسعار منافسة، بعد أن أوقفت العقوبات التي فرضها الغرب تجارتها في السوق المفتوحة.
وعزز فلاديمير بوتين إمدادات الذهب من روسيا بعد احتلال القرم عام 2014 من أجل حماية موسكو من وطأة العقوبات العالمية.
تأثير العقوبات الغربية
لكن القيود الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما تمنع البنك المركزي الروسي من التعامل مع الغرب.
ويخشى التجار والبنوك العالمية الذين قد يشترون السبائك الروسية مقابل العملة الآن من العلاقات العامة السيئة أو العقوبات المالية المباشرة لممارسة الأعمال التجارية مع روسيا.
ويعني هذا قطع أحد أهم الطرق بالنسبة لروسيا لتحقيق أمنها الاقتصادي. وقد تضطر روسيا إلى بيع إمداداتها التي تزيد قيمتها عن 100 مليار جنيه إسترليني إلى البنوك المركزية في الهند والصين.
وستأتي هذه الصفقات بسعر أقل، كما يتوقع محللو السلع "سي بي أم غروب"، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
ويمكن أن تكون الضربة الموجهة لروسيا أكبر إذا وسع السياسيون الغربيون ما يسمى بـ"العقوبات الثانوية" لمعاقبة أولئك الذين يشترون أو يبيعون الذهب الروسي في أي مكان، بما في ذلك السوق الرئيسية في الصين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حظرت جمعية سوق السبائك في لندن، أهم سوق في العالم، جميع سبائك الذهب المصنوعة في روسيا.
ويشتري الروس الذهب باعتباره بديلًا موثوقًا للروبل المنهار، مما يسمح بثبات قيمته في السوق المحلية.
ذهب السودان
وزعم تقرير صحافي، نشر مطلع مارس/ آذار الجاري، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعّد لمواجهة العقوبات بأطنان من ذهب السودان المهرب، وذلك بمساعدة محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع السودانية.
فقد نشرت صحيفة "التلغراف" البريطانية في 3 مارس/ آذار تقريرًا بعنوان "ذهب السودان ينقذ بوتين من العقوبات الغربية". وجاء فيه أنّ "روسيا هرّبت مئات الأطنان من الذهب السوداني خلال السنوات الماضية كجزء من خطة الكرملين لصنع روسيا المحصنة ضد العقوبات".
"صندوق حرب"
وبحسب الصحيفة، فإن الكرملين "ضاعف كمية الذهب في البنك المركزي بنحو أكثر من 4 أضعاف منذ عام 2010"، واصفة ذلك بأنه بمثابة صنع "صندوق حرب" اعتمد على الواردات الأجنبية واحتياطات الذهب المحلية الهائلة، فيما رجّحت الصحيفة أنه "ينقل نحو 30 طنًا من ذهب السودان إلى روسيا سنويًا"، وذلك رغم أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن السودان لا يصدّر الذهب إلى موسكو.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول تنفيذي في إحدى أكبر شركات الذهب السودانية قوله: "إن روسيا هي أكبر لاعب أجنبي في قطاع التعدين الضخم في البلاد".
وأضاف: "روسيا لديها الكثير من العمليات في الذهب السوداني ويتم تهريب الكثير منه في طائرات صغيرة من المطارات العسكرية المنتشرة عبر البلاد إلى روسيا".
وقالت الصحيفة: "إن روسيا بدأت بالاحتفاظ بالذهب أكثر من الدولار الأميركي عام 2020، إذ شكلت حينها السبائك أكثر من 23% من الاحتياطات التي ارتفعت إلى 630 مليار دولار منذ شهر فبراير/ شباط الماضي".
علاقة الكرملين وحميدتي
وربطت الصحيفة ما وصفته بهيمنة روسيا على الذهب السوداني بعلاقة الكرملين بقائد قوات الدعم السريع ونائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وذكرت الصحيفة أن مجموعة فاغنز الروسية والتي تعدّ أشهر مجموعة مرتزقة روسية؛ تقوم بتدريب قوات الدعم السريع التي يقودها محمد دقلو.
وأشار التقرير إلى أن "الجماعتين المسلحتين تعملان على تأمين مناجم ذهب لشركات التعدين الروسية في السودان"، وهي شركة "كوش" التي تعمل في السودان منذ عام 2013، إضافة إلى الشركة الروسية "إم-إنفيست" التي لها فرع محلي يسمى "ميرو غولد"، والتي بدأت أعمالها في السودان عام 2017. ووصفتها الولايات المتحدة عام 2020 بأنها تعمل غطاء لمجموعة فاغنز في السودان، بحسب الصحيفة.
السودان ينفي تهريب الذهب
في المقابل، نفت وزارة المعادن السودانية ما جاء في التقرير حول تهريب روسيا للذهب السوداني، بحسب ما أعلنته قناة "طيبة" في 7 مارس/ آذار الحالي.
وجاء التقرير بعد أيام من زيارة حميدتي إلى موسكو بالتزامن مع حشد القوات الروسية على حدود أوكرانيا قبل بدء الهجوم الروسي، في خطوة نظر إليها كثيرون على أنها "تأييد سوداني للهجوم الروسي"، وعلامة أخرى على توطد العلاقة بين الطرفين"؛ في حين قال حميدتي: "إن السودان ليس لديه مشكلة في إقامة روسيا قاعدة عسكرية على سواحل البحر الأحمر في أراضيها".