1119 مدنيًا بين الضحايا.. البابا فرنسيس يستنكر "وحشية" حرب أوكرانيا
استنكر البابا فرنسيس، اليوم الأحد، ما وصفها بـ"وحشية" الحرب في أوكرانيا التي دخلت يومها الـ32، مشيرًا إلى أنها عمل "همجي وتدنيس" للبلاد من قبل روسيا.
وبعد صلاة التبشير الملائكي، قال الحبر الأعظم: "لقد مضى أكثر من شهر على بدء غزو أوكرانيا، منذ بداية هذه الحرب الوحشية التي لا معنى لها والتي، مثل أي حرب، تمثل هزيمة لنا جميعًا".
واعتبر البابا أنَّ الحرب لا تدمر الحاضر فحسب، وإنما مستقبل المجتمع أيضًا.
وأضاف: "لقد قرأت أن طفلًا من اثنين قد نزح من البلاد منذ بدء الهجوم على أوكرانيا. هذا يعني تدمير المستقبل، والتسبب في صدمات مأسوية في الأصغر والأكثر براءة بيننا. هذه هي وحشية الحرب، عمل همجيٌّ وتدنيس".
وأردف: "أُصلّي من أجل كل مسؤول سياسي لكي يفكر في هذا الأمر، ويلتزم به، ويفهم بالنظر إلى أوكرانيا المعذبة، أن الوضع يزداد سوءًا في كل يوم من أيام الحرب. لذلك أجدد ندائي: كفى".
ولم تغب عن البابا خلال الأسابيع الأخيرة، متابعة تطورات الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ فجر 24 فبراير/شباط الماضي، على أعلى المستويات.
فقد تحدث البابا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأيضًا مع البطريرك الروسي الأرثوذكسي كيريل، داعيًا لإحلال السلام في أوكرانيا، ومستنكرًا "المذبحة" التي يتعرض لها هذا البلد حيث "تنهمر الدموع وتزهق الارواح".
وسبق أن اعتبر البابا فرنسيس، أن الحرب في أوكرانيا تُظهر كيف يتعيّن على البشرية التخلص من نزعة "تدمير الذات"، مشددًا على أن شراء الأسلحة وصنعها ليس هو الحل لأي صراع.
1119 قتيلًا مدنيًا
وحتى الآن، وثقت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، مقتل ما لا يقل عن 1119 مدنيًا، وإصابة 1790 آخرين في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب، ومن بين القتلى نحو 15 فتاة و32 صبيًا، بالإضافة إلى 52 طفلًا.
وأضافت أنه من المتوقع أن تكون الأرقام الحقيقية للضحايا أعلى بكثير نتيجة لعدم وصول التقارير من بعض المناطق التي يدور فيها قتال عنيف، في حين أنه ما زال من الضروري التأكد من تقارير كثيرة.
وقالت الأمم المتحدة إن معظم المدنيين الذين تم تسجيلهم كانوا ضحايا أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق بما في ذلك القصف بالمدفعية الثقيلة وأنظمة الصواريخ متعددة الفوهات والهجمات الصاروخية والجوية.
وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان، أن 3 ملايين و821 ألفًا و49 أوكرانيًا لجأوا إلى الدول المجاورة في الفترة بين 24 فبراير و26 مارس الحالي.
وأكد البيان أن بولندا استقبلت نصف اللاجئين الأوكرانيين الذين غادروا بلادهم جراء الحرب، فيما دخل 50 ألف أوكراني إلى الأراضي الروسية من منطقتي دونيتسك ولوهانسك بإقليم دونباس شرقي البلاد في الفترة بين 21-23 فبراير/ شباط الماضي.
بدورها، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن 6.5 ملايين مدني نزحوا داخل أوكرانيا، ما يرفع عدد النازحين الإجمالي مع اللاجئين إلى 10 ملايين شخص.
والتقى الرئيس الأميركي جو بايدن أمس السبت، في العاصمة البولندية وارسو، وزيرين أوكرانيين ولاجئين فروا من الهجوم الروسي على بلادهم، ووصف بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"الجزّار"، وبعد ساعات في كلمة له دعاه أيضًا لترك "السلطة".
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، الدول الغربية بتقديم جزء صغير من عتادها العسكري الموجود في مخزوناتها لبلاده، وتساءل وقد بدا عليه الغضب عما إذا كانت هذه الدول تخشى من موسكو.
ورغم أن خسائر الجيش الروسي في تزايد؛ نتيجة ما يسميه الغرب ضراوة "مقاومة الجيش الأوكراني"، إلا أن موسكو ترفض أي دعوات للتهدئة، وتتمسك بتخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، لإنهاء العملية العسكرية، إلا أن هذا الطرح تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".