أعلنت الجزائر أنها وقعت رسميًا، اليوم الإثنين، اتفاقًا لتزويد إيطاليا بكميات إضافية من الغاز بحوالي 40%، يشمل أيضًا مراجعة السعر وفقًا لمعطيات الأسواق العالمية في محاولة إيطالية لإيجاد إمدادات بديلة في أعقاب الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
وتمّ الاتفاق بين الطرفين أثناء زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إلى الجزائر، اليوم الإثنين، حيث أبلغ الأخير الصحفيين عقب لقاء مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنه ستكون هناك اتفاقات أخرى لاستبدال إمدادات الغاز الروسي إلى إيطاليا.
بدورها، أصدرت شركة "سوناطراك" الجزائرية الحكومية للمحروقات، بيانًا عقب توقيع الاتفاق مع شركة "ايني" الإيطالية للطاقة، أفاد بأن "هذه الاتفاقية تسمح للشركتين بتحديد مستويات أسعار مبيعات الغاز الطبيعي تماشيًا مع معطيات السوق، وذلك للسنة 2022-2023، وفقًا للبنود التعاقدية المتعلقة بمراجعة الأسعار".
#عاجل | شركة سوناطراك الجزائرية تقول في بيان إنها وقعت اتفاقية غاز مع شركة إيني الإيطالية#الجزائر #إيطاليا pic.twitter.com/ePd2brmnV7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 11, 2022
9 مليارات متر مكعب إضافية
ووقع الاتفاقية الرئيس التنفيذي لشركة "سوناطراك" توفيق حكار، والرئيس التنفيذي لشركة "إيني" كلاوديو ديسكالتسي، بحضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس الوزراء الايطالي ماريو دراجي.
إنما لم يتضمن بيان سوناطراك تفاصيل عن أسعار عقود تسويق الغاز بين الشركتين الجزائرية والإيطالية.
بدورها، قالت مجموعة "إيني" الإيطالية للطاقة إنها اتفقت مع شركة "سوناطراك" الجزائرية على زيادة تدفقات الغاز في خط الأنابيب "ترانس ميد" اعتبارًا من أشهر الخريف القادم، وأن تصل إلى 9 مليارات متر مكعب إضافية سنويًا بحلول 2023-2024 .
وكانت "سوناطراك" جددت عقد توريد الغاز إلى "إيني" الإيطالية عام 2019 لمدة 10 سنوات، دون الكشف عن تفاصيل الأسعار.
ويربط أنبوب "ترانس ميد - إنريكو ماتاي" الجزائر بإيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط، ويمر جزء منه عبر الأراضي التونسية.
▶️ التوقيع على اتفاقيتين بين #الجزائر 🇩🇿 و #إيطاليا 🇮🇹 في مجالي الطاقة والشؤون الخارجية. pic.twitter.com/JXNFmX1Ahy
— ALGÉRIE PRESSE SERVICE | وكالة الأنباء الجزائرية (@APS_Algerie) April 11, 2022
وروسيا أكبر مورد للغاز إلى إيطاليا حيث توفر 40% من إجمالي الواردات، تليها الجزائر التي توفر حوالي 21 مليار متر مكعب من الغاز عبر خط الأنابيب العابر للبحر الأبيض المتوسط.
وتبلغ طاقة خط الأنابيب "ترانس ميد" اليومية أكثر من 110 ملايين متر مكعب لكنه ينقل حاليًا حوالي 60 مليون متر مكعب فقط.
الجزائر في نجدة أوروبا
وتسبب تزايد الاستهلاك المحلي وضعف الاستثمار وعدم الاستقرار السياسي، بما في ذلك إغلاق خط أنابيب إلى إسبانيا بسبب نزاع مع المغرب، في تقييد صادرات الجزائر.
لكن صادرات الغاز الجزائرية إلى إيطاليا العام الماضي ارتفعت 76% إلى 21.2 مليار متر مكعب وتجاوزت التدفقات اليومية، اليوم الإثنين، تلك الواردة من روسيا.
وقال دراجي إن إيطاليا مستعدة أيضًا للعمل مع الجزائر لتطوير الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
يذكر أن إيطاليا ليست البلد الوحيد الذي يسعى إلى إمدادات بديلة، فقد اقترحت المفوضية الأوروبية أن تخفض أوروبا واردات الغاز الروسي بنسبة الثلثين هذا العام على أن تستغني عنها بحلول عام 2027 .
فبات الغاز الجزائري في نجدة أوروبا، وتحولت الجزائر إلى محطة زيارات رسمية أميركية وأوروبية منذ بدء التوتر شرقي أوروبا.
فيما تصر الجزائر من جهتها، على أنها ستظل شريكًا موثوقًا به للقارة العجوز في مجال الطاقة، إنما عللت تريثها في الآونة الأخيرة بتعقيدات تقنية – لوجيستية محضة.