الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

فرنسا.. هل ينجح تحالف اليسار الجديد في عرقلة سياسة إيمانويل ماكرون؟

فرنسا.. هل ينجح تحالف اليسار الجديد في عرقلة سياسة إيمانويل ماكرون؟

شارك القصة

فقرة من صباح "جديد" تناقش فرص نجاح أحزاب اليسار الفرنسي في عرقلة سياسية ماكرون (الصورة: غيتي)
يهدف "تحالف اليسار" إلى عرقلة خطط ماكرون، ما رأى فيه البعض أملًا هائلًا للوصول إلى رئاسة الوزراء، وهذا ما يسعى إليه اليسار الراديكالي بزعامة جان لوك ميلانشون.

خلال مراسم بسيطة، تم أمس السبت تنصيب إيمانويل ماكرون رئيسًا لفرنسا لولاية جديدة في قصر الإليزيه، قبل أيام من بدء ولايته التي ينبغي عليه تحديد خطوطها العريضة لمواجهة أحزاب اليسار الفرنسي، التي توصلت إلى اتفاق يقضي بتحالفها خلال الانتخابات التشريعية المرتقبة في يونيو/ حزيران المقبل.

ويهدف هذا التحالف الجديد إلى عرقلة خطط ماكرون، ما رأى فيه البعض أملًا هائلًا للوصول إلى رئاسة الوزراء، وهذا ما يسعى إليه اليسار الراديكالي بزعامة جان لوك ميلانشون، حيث يبني الأخير آماله على إمكانية البناء على زخم الرئاسيات.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، فاز ماكرون بالانتخابات الرئاسية الفرنسية؛ ليصبح بذلك أول رئيس في بلاده يحظى بولاية ثانية منذ 20 عامًا.

وأعلن رئيس المجلس الدستوري لوران فابيوس السبت فوز ماكرون في الدورة الثانية التي جرت في 24 أبريل، أمام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن بحصوله على 58,55% من الأصوات.

وخلال ولايته الأولى، بدأت في 14 مايو/ أيار 2017، واجه ماكرون عدة أزمات إلا أنه صمد أمام احتجاجات "السترات الصفراء"، وقاوم انعكاسات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، ونجح في التعامل مع تداعيات وباء فيروس كورونا.

المعادلة السياسية

وفي هذا الصدد، أوضح الإعلامي والكاتب السياسي مصطفى الطوسة أنه يجب أن يحصل التحالف السياسي الجديد على أغلبية في البرلمان المقبل للوصول إلى تعايش سياسي بين ميلانشون وماكرون، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة هي ما يطمح إليها زعيم اليسار الفرنسي.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الفرنسية باريس، أنه لا أحد يعتقد أن يحصل التحالف الجديد على أغلبية مقاعد البرلمان، أو أن يفرض منطق التعايش مع الرئيس الفرنسي، لأن هذا التحالف الذي أسسه ميلانشون هو عبارة عن إطار بين بعض قوى الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وحزب الخضر وفرنسا الأبية، لافتًا إلى وجود تناقضات داخلية بينها يمكن أن تعرقل هذا الإنجاز.

وأشار الطوسة إلى إمكانية أن يحصل على عدد لا يستهان به من المقاعد، تمكن ميلانشون من أن يؤثر على مسيرة ومنظومة الحكم المقبلة.

ووصف الكاتب السياسي التحالف بأنه "زواج ضرورة" بين فرنسا الأبية التي يقودها زعيم اليسار الراديكالي والحزب الاشتراكي، لافتًا إلى أن بعض شخصيات الحزب الاشتراكي رفضوا هذا التحالف وأعلنوا أنهم سيغادرون الحزب، لأنهم لا يريدون الانخراط تحت مظلة ميلانشون.

وبين أن مصير هذا التحالف مرتبط، بحجم الاختراقات التي يمكن أن يحققها، مشيرًا إلى أنه سيكون له مستقبل زاهر ويرسخ نفسه على المعادلة السياسية في حال حصوله على أكبر عدد من المقاعد.

وتابع الطوسة أن هناك قناعة واضحة بأن الانتخابات التشريعية هي بمثابة الدورة الثالثة للانتخابات الرئاسية، مضيفًا أن كل من ميلانشون ولوبن طلبوا من قواعدهم الانتخابية استعمال الورقة العقابية ضد الرئيس الفرنسي، من خلال فرض قوى في البرلمان تكون مؤثرة سلبيًا على ماكرون.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close