أعلنت الحكومة الأفغانية اليوم الأربعاء عن بدء محادثات سلام في كابل بين طالبان باكستان ومسؤولين باكستانيين بارزين.
وتواجه باكستان منذ أسابيع عودة طالبان باكستان بقوة مدفوعة بوصول حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس/ آب 2021 في أفغانستان.
وحركة طالبان باكستان هي جماعة منفصلة عن حركة طالبان الأفغانية لكن تحرّكها الأيديولوجية نفسها ولديهما تاريخ مشترك طويل. وتتهم باكستان حركة طالبان بالسماح لطالبان الباكستانية باستخدام الأراضي الأفغانية للتخطيط لهجماتها، وهو أمر تنفيه كابل باستمرار.
وقال الناطق باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد في بيان على تويتر: إن "محادثات السلام بين حركة طالبان باكستان ومسؤولين باكستانيين تجري في كابل بوساطة إمارة أفغانستان الإسلامية".
تقدم كبير في المحادثات
وأضاف ذبيح الله أن كابل "تبذل كل ما في وسعها من أجل نجاح عملية التفاوض وتتوقع من الطرفين إبداء التسامح والمرونة" مشيرًا إلى "تقدم كبير" في المحادثات.
وأكدت طالبان باكستان من جانبها أن المفاوضات "جارية" في كابل وأن حركة طالبان الأفغانية تقوم بدور "الوسيط".
وأعلنت هذه الجماعة، كذلك، أنها مددت حتى 30 مايو/ أيار وقف إطلاق النار الذي أعلن مطلع الشهر في مناسبة عطلة عيد الفطر.
وقال مصدر في حركة طالبان باكستان شرط عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس: إن هذه المفاوضات تجري في "جو إيجابي" لكن "من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات".
الكثير من الهجمات الدامية
ونفذت حركة طالبان باكستان الكثير من الهجمات الدامية في باكستان بين إنشائها في 2007 وعام 2014.
لكن بعد ذلك أضعفتها عمليات مكثفة شنّها الجيش وأُرغمت على الانسحاب إلى الجهة الأخرى من الحدود في الشرق الأفغاني وتقليص هجماتها على الأراضي الباكستانية.
إلا أنها استعادت قوّتها منذ أكثر من عام بفضل قيادة جديدة ولا سيما بعد عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس.
وأجبر ذلك إسلام أباد على فتح مفاوضات مصحوبة بوقف لإطلاق النار أواخر العام الماضي للمرة الأولى منذ العام 2014 بوساطة من حركة طالبان الأفغانية. لكن هذه المحادثات لم تسفر عن أي نتيجة وانتهت الهدنة بعد شهر.
وأعلنت إسلام أباد بشكل متزايد عن تعرضها لهجمات عبر الحدود من أفغانستان منذ سيطرت طالبان على كابل في أغسطس، في قضية باتت مصدر توتر دبلوماسي.
وقال مسؤولون أفغان الشهر الماضي: إن ضربة جوية باكستانية في شرق أفغانستان أسفرت عن مقتل 47 شخصًا.
ولم تعلق باكستان على الضربة لكنها حضت كابل على تأمين حدودها لمنع وقوع عمليات مسلحة.
وفي مارس/ آذار، قتل انتحاري من تنظيم "الدولة"، تقول السلطات إنه كان مواطنًا أفغانيًا، 64 شخصًا في مسجد في شمال غرب باكستان.
وحذر مجلس الأمن الدولي من أن المجموعات المسلحة في أفغانستان "تتمتع بحرية أكبر من أي وقت مضى في التاريخ الحديث".